مازالت أميركا تكذب على العالم بخصوص ما يجري في سورية.. مازالت تتحدث عن دور “إنساني” مزيف تقوم به قواتها الغازية للأراضي السورية، ومازال إعلامها المضلل يجترّ مزاعم “المقاربات” الجديدة القديمة لوجود القواعد العسكرية غير الشرعية مثل “محاربة الإرهاب” و”مطاردة عناصر داعش والقاعدة” وأيضاً “إرساء الاستقرار في الجزيرة السورية”.
مازالت تجتر هذه العناوين الكاذبة، مع أن القائمين على صحفها ومحطاتها التلفزيونية يدركون جيداً كيف قامت بلادهم وقواتهم الغازية للأراضي السورية بنسف الاستقرار ونشر الفوضى الهدامة التي وصفها هذا الإعلام نفسه بـ”الخلاقة”، وكيف قام تحالف أميركا الدولي “لمحاربة الإرهاب” بحماية المتطرفين واستثمارهم ألف مرة هنا وهناك.
مازالت أميركا ترسل موظفي خارجيتها واستخباراتها في زيارات سرية وعلنية إلى المناطق التي تحتلها في الجزيرة السورية، ومازال هؤلاء يسوقون بأن تسللهم غير الشرعي هو لمساعدة السوريين، وتحقيق الأمن والاستقرار، ومحاربة “داعش”، وما جرى منذ أيام حين تسلل وفد من الخارجية الأميركية إلى تلك المناطق مثال جديد عن حلقات العدوان والإرهاب وانتهاك السيادة السورية.
ورغم كل الفشل الذي منيت به في الميدان، وفي السياسة، وفي اختبار الإرادات، ورغم كل الفضائح التي طالت تضليلها وأكاذيبها وعرّتها على حقيقتها، فإنها مازالت تجرب المجرب الفاشل لأن عقلها الاستعماري الخرب لا يستوعب حكمة التعلم من التجارب والدروس.
فها هي إدارتها برئاسة جو بايدن ترسل وفداً من خارجيتها إلى قرانا ومدننا في الجزيرة بشكل غير شرعي، متسللاً كاللصوص ليجتمع مع انفصاليين لا صفة شرعية لهم، ثم يحاضر هذا الوفد عن شرعية الانتخابات السورية من عدمها، ويجتر الأكاذيب حول محاربة “داعش” ومزاعم تمكين الاستقرار هناك، مقوضاً سيادة سورية وسلامة أراضيها ومقدماً الدعم للميليشيات الانفصالية المسلحة ولإرهابيي “داعش” ومنتهكاً قرارات مجلس الأمن الدولي والشرعية الدولية، ثم نرى المثير أكثر من كل ذلك أن الوفد غادر وهو يتحدث عن السيادة والشرعية والدور الأميركي الإنساني وحقوق الإنسان!.
من نبض الحدث – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة