لغز..

كلّما أدارت نظرها باتجاه الماضي، تتحسّس خيطٌ حريرٌ الصداقة التي تجمعهما..
خيطٌ تكمن جماليته بأنه لا ينقطع..
بلحظةٍ يُعيدها لذكرياتهما معاً ثم فجأة ينقلها إلى لحظات مستقبلية، تتوهج وفق طاقة الحلم التي تمتلك.
وشيءٌ من الغرور، أو الثقة الزائدة، يطغى على كل أنواع مشاعرها حين تكتشف أن ما فكرت به ذات مرة، يتشابه مع فكرة لأحد الفلاسفة المحببين إليها.. مع ما قاله جيل دولوز عن معنى الصداقة.. ما يضمن استعادتها صورة “صديقٍ” اختزنتها في ذاكرتها سنوات طوال..
“فالصداقة لغز”، فيها انجذاب لسحر خاص في شخص ما، بسبب ما يمنح من إشارات تتمثل بإيماءات أو عبارات..
وهو ما لا يمنع كونها (طرازاً خاصاً من الفكاهة).
أكثر ما يجذبها في توصيفات دولوز قوله: “إنك إن لم تلتقط الجذر الصغير أو البذرة الصغيرة للجنون في شخص ما، فلن تستطيع أن تحبه”، كصديق قبل أي شيء آخر.
كلمات فيلسوفها المحببة تذكرها بجنون لطالما أحسته وأحبته، مع أن صاحبه يتقن إخفاءه وراء ميزة الرصانة والحضور المتزن..
إلى الآن تضيع في توصيف حضوره، أو وجوده، وربما الأصح أن تقول “غيابه” في حياتها..
باختصار هو لغز..
صداقتهما لغز.. فيها من اللامتوقع أكثر بكثير من أي متوقع..
وهذه النقطة تحديداً هي ما يثير إعجابها بطريقة التواصل بينهما.. بذلك الرجل الذي عرفت منذ رأته للمرة الأولى أنه صديق لا يتكرر..
يتوارى حيناً في عمق وعيها، ليعود يظهر حيناً آخر ناهضاً من دهاليز الذاكرة، كخزينة تحتوي نفائس مقتنيات نخبّئها لآخر العمر.
بصراحة.. ما يلفتها خليطه الجميل أو خلطته الآدمية التي تُمهر ببصمته وحده، بما فيها من تناقضات تراها لذيذة وجذابة.
وسرها أنها تدرك ما يختزنه من جنون وفكاهة تحتاج مستويات عالية من بوح الصداقة لاكتشافها..
تدرك تماماً أنها قادرة على التقاط كليهما.. لأن تربة إنسانيته التي عجن بها فيها من الخصوبة ما يؤهلها لاحتضان بذرة جنون صغيرة..
ومعه وحده تختبر ذاك المعنى الأصيل للفكاهة “كمفارقة بين قوة العلاقة وندرة التعبير عنها كلامياً”.

رؤية – لميس علي

آخر الأخبار
البلاغة السياسية.. كيف اختصر الرئيس الشرع التحديات في خمسين ثانية؟ إطلاق متحف افتراضي للسجون يوثق شهادات الناجين في سوريا بين دفتي الحسم والمرونة.. سوريا ترسم حدود التعاطي مع إسرائيل سوريا الجديدة.. من العزلة إلى بناء التوازنات قمة الدوحة.. سوريا تعود فاعلة بمسار العمل العربي المشترك الشفافية ليست ترفاً.. معركة السوريين المستمرة مع الفساد المتجذر   بين أرصفة ساحة الأمويين المنسقة وأحياء مهملة.. كيف تصرف الموارد؟ تربية الأطفال.. توازن دقيق بين الحزم والفهم  تسمم غذائي لـ 34 مواطناً.. المايونيز يكشف خلل الرقابة الاستثمار في الإنسان..الطريق إلى سوريا المتجددة "الإعلام التقليدي وتحديات الرقمنة ".. في دورة تدريبية أزمة نظافة في صحنايا.. ورئيس البلدية يكشف الأسباب نساء حلب يصنعن الجمال.. تمكين مهني بصناعة المواد التجميلية السياح الأجانب ببصرى الشام.. حين يتحدث الحجر بلغة العالم مشروعان حيويان لتحسين واقع المياه بحلب مشروع دعم مياه الشرب في الشيخ مسكين في مواجهة التحديات.. الزراعة والصناعة العلفية درع الأمن الغذائي حماية المبلغين عن الفساد بداية التغيير الجاد وزير الطوارئ يوجه رسالةً إنسانيةً لتضحيات الدفاع المدني تضحية على خط النار.. وجوه الإصرار بين ألسنة اللهب ومخلفات الحرب