الثورة – نيفين أحمد :
على منصة “X” اختار وزير الطوارئ رائد الصالح أن يوجّه رسالة حملت أكثر من بعد إنساني ورسمي. لم يكن الأمر مجرد إعلان عن حادثة مؤلمة أصيب فيها اثنان من رجال الإطفاء أثناء أداء واجبهم في غابات نحشبا بجبل الأكراد، بل كان استدعاء لوعيٍ أوسع حول الخطر الصامت الذي ما زال يطارد السوريين من مخلفات الحرب.
أحدهما حمود الحمود دفع ثمناً باهظاً ببتر ساقه نتيجة انفجار لغمٍ أرضي، فيما أصيب زميله عمار عبد القادر بجروح أقل خطورة تفاصيل موجعة لكنها تلخص ثمن الدفاع عن الحياة والغطاء الأخضر في زمنٍ لم تزل فيه النار والبارود يتقاسمان المشهد.
كلمات الصالح جاءت لتثمّن تضحيات رجال الدفاع المدني الذين يواجهون كل يوم الموت بصمت وتحمل في الوقت ذاته تحذيراً من خطر لم يُطوَ بعد خطرٍ لا يهدد فرق الإنقاذ وحدها، بل يطال حياة الناس وأمان المجتمعات المحلية.
الدعوة التي أطلقها الوزير لم تكن بروتوكولية بل نداء لتكاتف وطني ودولي جاد يضع إزالة مخلفات الحرب في صلب الأولويات باعتبارها خطوة لا غنى عنها لضمان السلامة العامة.
هكذا يصبح مشهد رجال الإطفاء وهم يواجهون النيران والحرائق، فيما تحاصرهم ألغام الماضي صورة مركّبة لسوريا التي تحاول النهوض وسط ركام الحرب وصورة للعمل التطوعي الذي ما زال يمنح الأمل بوجه الخراب.