الثورة- ترجمة هبه علي:
أطلقت منظمة سورية متحفاً افتراضياً في دمشق أمس الاثنين، يوثق تجارب المعتقلين في السجون السورية التي استخدمت لعقود لاحتجاز معارضي حكم عائلة الأسد.
يقدم متحف سجون سوريا جولات افتراضية ثلاثية الأبعاد للسجون، وشهادات موثقة من سجناء سابقين حول تجاربهم، ودراسات وأبحاث وتقارير استقصائية تتعلق بالسجون ومراكز الاحتجاز.
وقال مؤسس المشروع عامر مطر، على هامش حفل الإطلاق في المتحف الوطني بدمشق: “يسعى المتحف للحفاظ على الذاكرة السورية المظلمة المرتبطة بالعنف والقتل والسجون”، بحسب وكالة فرانس برس.
واستندت مؤسسة متحف السجون -الجهة المسؤولة عن المشروع الجديد- في منهجيتها إلى عملها السابق عام 2017، والذي وثق تجارب الأشخاص في سجون تنظيم (داعش)، وبعد سقوط الأسد عملت المؤسسة مع منظمات سورية ودولية متخصصة في الأشخاص المفقودين والعدالة الجنائية لإنشاء المتحف الافتراضي.
يتضمن المتحف توثيقاً ميدانياً وشهادات من الناجين وعائلات المفقودين، وأرشيفاً رقمياً يعيد بناء مشاهد من داخل السجون.
وقال مطر: “كنا نخشى تدمير هذه السجون قبل أن نتمكن من توثيقها، ولكن حتى الآن تمكنا من دخول 70 سجناً”، ووفقاً للمنظمين، يهدف المتحف إلى “تكريم الضحايا، وإيصال أصوات الناجين، وإعداد ملفات الأدلة لمحاسبة الجناة وتحقيق العدالة”، مشيراً إلى أن المتحف يحاول بناء أرشيف رقمي حي.
فغالباً ما استخدم الأسد المخلوع سجونه كأداة لترهيب المعارضين وإسكات المعارضة، فلم يسمع عن العديد من الأشخاص الذين دخلوا هذه المرافق على مرّ السنين، إذ إن مصائرهم غير مؤكدة حتى بعد تحرير السجون مع الإطاحة بالأسد.
في أيار، أعلنت السلطات الجديدة في سوريا عن إنشاء لجنة وطنية للمفقودين وأخرى للعدالة الانتقالية، ورحبت جماعات حقوق الإنسان والناشطون بهذه الإعلانات، إلا أنهم يعتقدون أن الطريق إلى العدالة لا يزال طويلاً، ويصرون على محاسبة جميع الأطراف في الصراع السوري على انتهاكاتها، وأن التحقيقات يجب أن تكون مستقلة.
المصدر- Arab News