الثورة أون لاين – دينا الحمد:
منذ اليوم الأول للحرب العدوانية على سورية وحتى يومنا لم تتوقف منظومة العدوان لحظة واحدة عن سرقة آثارنا وتدمير حضارتنا، لطمس تاريخنا العريق وهويتنا الأصيلة، وكان النظام التركي ومرتزقته وأدواته من التنظيمات الإرهابية أول الساعين لتحقيق هذه الأهداف، وظلت آثار سورية في مرمى إرهابهم الممنهج على مدى عشر سنوات منه، وكانت الحصيلة التدمير والنهب والسرقة المنظمة.
واليوم تأتي الأخبار من منطقة عفرين المحتلة في شمال حلب من قبل نظام أردوغان وإرهابييه لتؤكد أن مرتزقة الاحتلال التركي يواصلون ممارساتهم الإجرامية المنظمة بحق التراث السوري حيث بدؤوا بأعمال تنقيب جديدة عن الآثار تحت إشراف استخباراتي تركي مباشر في منطقة عفرين المحتلة بريف حلب الشمالي في إطار مخططات المحتل التركي لإفراغ المنطقة من هويتها الثقافية بعد تفريغها من سكانها الأصليين، حيث بدأت مجموعات إرهابية من مرتزقة الاحتلال التركي بحفر وتجريف عدة مواقع على أطراف قلعة النبي هوري في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي بحثاً عن الآثار واللقى مستخدمة معدات حديثة تم تزويدها بها من قبل سلطات الاحتلال التي تشرف مباشرة على عمليات التنقيب، تمهيداً لتهريبها وبيعها إلى سماسرة أتراك يقومون بدورهم ببيعها إلى تجار ومهربي آثار من دول مختلفة.
وليست هي المرة الأولى التي تقوم بها قوات الاحتلال التركي ومرتزقته بمثل هذه الجرائم بحق آثارنا وتراثنا الإنساني الفريد، وليست المرة الأخيرة التي تقوم بذلك، حيث قامت مئات المرات بأعمال الحفر والتنقيب عن الآثار في المناطق التي تحتلها، وسرقت الماثل أمامها في حلب ومناطق الجزيرة، وهربتها إلى الخارج، وقد شاهدها العالم بأسره وهي تدمر قلاع المدن المنسية في إدلب وتنهب محتوياتها الثمينة.
وكلنا يذكر كيف قام الإرهابيون منذ فترة قريبة بنهب محتويات كنيسة (مار توما) ومقتنياتها الأثرية في منطقة رأس العين في الجزيرة السورية وكيف فجر هؤلاء قبل ذلك أعمدة تدمر الخالدة ومعابدها، ليتأكد للعالم كله أنهم ينفذون أجندات منظومة العدوان لطمس هويتنا وحضارتنا وتدميرها، وفي مقدمتهم النظام التركي العثماني، لكن اكثر ما يدعو للسخرية أن العالم وفي مقدمته المؤسسات المعنية بالحفاظ على التراث العالمي مازالت خجولة وهي تتعامل مع السارقين وناهبي الآثار والتراث لأن أميركا لم تأذن لها على ما يبدو لتقول الحقيقة وتدين اللصوص والمعتدين.
