الثورة اون لاين – الحسكة – يونس خلف:
لكل صوت صدى، والمشكلة تكون أغلب الأحيان في غياب الصدى، أو ضعف حاسة السمع عند من يجب أن يسمع الصدى، أو أنه يسمع كل الأصوات لكنه يتجاهلها لتذهب مع صداها المأمول بفعل التقادم مع الزمن . الأمر الآخر الذي يجعل المشكلة تتفاقم عندما يكون اتساع الصدى أقل أو أضعف من قوة الصوت الأصلي ولذلك تظل الأصوات بلا صدى .
نقول ذلك لأن الأمر ينطبق على المعاناة المزمنة والمعقدة من مياه الشرب في الحسكة . فعلى الرغم من أن هذه المعاناة قديمة ولا يمر يوم إلا ويكون الحديث المتداول بين الناس حول مشكلة قطع المياه، أو ضعف الضخ ، أو عدم العدالة في التوزيع ، أو وجود خلل في الأداء .
إلا أن المواطن وصل إلى مرحلة ( طفح الكيل ) ولم يعد يقتنع وفقاً لما يحدث أن الأمور في مسارها الصحيح ، وإن هناك مخالفات وتجاوزات وسوء أداء وهدر ، وهذه كلها مشكلات تضاف إلى المشكلة الأساسية في معاناة مياه الشرب والتي كما يعرف الجميع ناتجة عن وجود الاحتلال التركي الذي يأمر مرتزقته بقطع المياه عن المدينة في الوقت الذي يريد وتشتهي، وعندما يتم الضغط عليه يقوم كما هو الحال الآن بتشغيل مضخة واحدة من أصل عشر مضخات موجودة و تشغيل (8) آبار فقط من أصل(34) بئرا. لكن الأمر يقتضي ألا نخلط الأمور ببعضها ولابد من التفريق بين قطع المياه من الاحتلال ومرتزقته وبين الخلل الذي نتحمل مسؤوليته عندما يتم الضخ .
الأصوات التي ارتفعت كان رجع الصدى لها سريعاً حيث دعا اليوم محافظ الحسكة اللواء غسان خليل لاجتماع موسع مع الكادر الإداري والفني في المؤسسة العامة للمياه بحضور عضو المكتب التنفيذي المختص ووجه بإيجاد الحلول السريعة لتجاوز كل الإشكالات الموجودة ، وضبط عملية الضخ والتوزيع بشكل عادل ، ومراقبة ومتابعة المخالفات الموجودة ، مؤكداً على إدارة المؤسسة عدم السماح بتكرار ما يحدث وإيجاد حلول سريعة وعملية لمعالجة شكاوى المواطنين وتطبيق العدالة في ضخ المياه وضمان وصولها لجميع المشتركين في مدينة الحسكة والأحياء المحيطة وبالكميات الكافية بالتوازي مع متابعة الوسيط الروسي للضغط على المحتل التركي لزيادة عدد مضخات المياه والآبار العاملة في محطة علوك وبحد أدنى 4 مضخات و20 بئرا لزيادة الكميات المنتجة من المياه والسماح لعاملي المؤسسة بالتواجد ضمن المحطة لتشغيلها وصيانة الأعطال التي تطرأ على أقسامها ، وبين مدير عام المؤسسة إن التحكم بتوقيت وساعات الضخ وبرنامج التقنين في محطة الحمة من قبل ما يسمّى الإدارة الذاتية بشكل كامل وبالتالي لابد من عودة عمال مؤسسة المياه إلى المحطة لتشغيلها وتنظيم عملية الضخ .
وتقرر تشكيل لجنة من قبل مؤسسة المياه وبمؤازرة قيادة الشرطة لقمع التجاوزات وعمليات التعدي على الخطوط الفرعية المغذية للأهالي ولاسيما إلزام الجميع بتركيب فواشات على الخزانات منعاً للهدر ومنع استخدام مياه الشرب لأغراض أخرى كغسيل السيارات والسجاد والأرصفة وتكليف عمال مؤسسة المياه للتأكد من وضعية سكور المياه الفرعية ومعايرتها قبل كل ضخة مياه ضمن مركز مدينة الحسكة والأحياء المحيطة والاستمرار في عملية صيانة الشبكة الفرعية ومعالجة الانسدادات والكسور إن وجدت .
والسؤال بعد ذلك : هل ننتظر طويلاً لنرى ما نفذ وما لم ينفذ من ذلك كله أكثر من الزمن الذي انتظرناه .؟ أم إن ما قيل في اجتماع اليوم هو الفرصة الأخيرة. ؟