الثورة أون لاين:
بعد أن نكون قد شخصنا الكثير مما يجب تجاوزه كأمور تقنية وبنية تحتية من أجل الاستمرار في التقدم بما حققناه أليس من الواجب علينا أن نعود إلى حبرنا قليلا إلى رسالتنا الإعلامية التي تشكل اللغة عمودها الفقري ونسأل أنفسنا هل نستخدم المصطلحات الصحيحة.. هل لغتنا سليمة وتناسب …بل تخاطب المتلقي حسب مستواه ..؟
ماذا فعل كل منا ليكون خزانه المعرفي اكثر ثراء ..هل نصحح ونرمم ما لدينا ؟. لا أستطيع ان اقدم إجابة ابدا لكن ثمة إشارات تدل على أن الكثيرين منا تكلسوا عند نقطة ما لسبب بسيط انهم لا يقرؤون لا يتابعون لا يرفدون معارفهم بأي جديد ينعكس على ما يكتبون…
هذا يعني التكلس ويباس المفردات اللغوية وشح المعجم اللغوي لكل منا ..
ولن نتحدث عن أبسط قواعد اللغة إتقان الكتابة بلا أخطاء في النحو والإملاء وهذا أبسط ما يجب ..
وبالمناسبة عندما سأل أحد الصحفيين محمد حسنين هيكل عن الإمبراطورية الأميركية صحح هيكل السؤال وقال له ..اميركا ليست امبراطورية الإمبراطورية هي بريطانيا لسبب بسيط أن اللغة الانكليزية هي الأكثر انتشارا في العالم ..وبالتالي بريطانيا مازالت الإمبراطورية…
وكان تشرشل قد قال ذات يوم :تتخلى بريطانيا عن كل مستعمراتها ولا تتخلى عن شكسبير …ببساطة ايضا لأنه معجم اللغة الانكليزية وإبداعه جواز سفر بريطاني إلى كل العالم .
وبكل الأحوال يجب أن تكون لنا وقفة عند مفرداتنا ومصطلحاتنا الصحفية التي يجب ألا تخرج عن دلالاتها التي استمدتها من ثقافتنا ومجتمعنا ..
وقد أشار السيد الرئيس بشار الأسد إلى حرب المصطلحات وكيف تعمل على غزو العقول وتهديد المجتمعات وتهديمها..
ومن باب المتابعة السريعة لاستخدام مصطلحات قريبة يستخدمها بعضنا دون معرفة دلالاتها السياسية والفكرية ..يحاور أحد الزملاء فنانا أو شاعرا …يقول الفنان أو الشاعر:لقد جابه السوريون العالم وهبوا بوجهه ..
هل حقا واجهنا العالم وهل العالم كله ضدنا.. المصطلح الحماسي مقتل سياسي وفكري …كان يمكنه القول :لقد انتفض السوريون او حاربوا قوى العدوان العالمية…لابد من كلمة عدوان …فالعالم ليس كله عدونا بل اميركا واذيالها ..
مصطلح آخر تقول المذيعة في مناطق سيطرة الدولة … سيطرة أحد معانيها الاحتلال بالقوة …هل الدولة تحتل ارضها مثلا ..؟
مثال مازال البعض يكرر ..الأزمة السورية …هل هذه أزمة ام عدوان وحرب على سورية ؟
في تغطية لمحاضرة بمحافظة ما . تنقل الزميلة تفصيلات اثنية وعرقية وطائفية لا أحد يدري ما الذي جعل المحاضر يعرج عليها …ربما ثمة ضرورة كانت في المخاصرة وهي ضرورة لحظية ..فهل ننقلها إلى وسيلة إعلامية؟
وبمناسبة الوسيلة الإعلامية مازال الكثيرون منا يخلطون بين الصحف العادية والصحيفة الرسمية التي هي صحيفة الوقائع اليومية في سورية ..
ومازال متداولا مصطلح الإعلام الحكومي ..بدلا من الإعلام الوطني أو إعلام الدولة.. فثمة فارق كبير بين المصطلحين وربما الافضل استخدام الإعلام الوطني.. فالوطن جامع للدولة والحكومة…الدولة والوطن ثابتان والحكومة مؤسسة تنفيذية متغيرة تعمل ضمن مؤسسات الدولة.
كثيرة هي القضايا التي يجب أن نعمل على التذكير بها وإعادة شحن طاقات اللغة وضبط المصطلحات التي ستغدو يوما ما وشما في التفكير ويبنى على الخاطىء منها ما يدمر.