الثورة أون لاين – دمشق – وفاء فرج:
تقف عاجزا عن الوصف أمام من اختار أن ينحت الصخر لينشئ مشروعا بإمكانيات ذاتية تكاد تكون شبه معدومة لتتغلب إرادة الحياة على كل الظروف القاسية والصعبة وليحقق بذلك فرص عمل حقيقية لعشرات الأسر الريفية الفقيرة والمحتاجة وتصنيع المنتجات الغذائية وتوفيرها للسوق المحلي.
سيدة من قرى مصياف “حيالين” أنشأت مشروعها الخاص بها دون أن تتلقى أي دعم من الجهات الحكومية كوزارة الزراعة ممثلة “بمديرية التنمية الريفية” أو جهات دولية مانحة كمنظمة الفاو أو برنامج الغذاء العالمي الذي يدعم مشروعات الحدائق المنزلية في الأرياف ويقدم وحدات تصنعيه، هذه السيدة تعتمد في مشروعها على المواسم الزراعية الصيفية والشتوية والمنتجات الحيوانية من ألبان وأجبان بكافة أشكالها والمربيات والعصائر والبندورة والرمان والخل وغيرها ومنتجات الحبوب من برغل وكشك والحنطة المقشورة والملوخية والحلويات وغيرها من المنتجات المتعددة .
وتؤكد صاحبة المشروع إيمان فاكه أنها واجهت الكثير من الصعوبات بداية إنشاء مشروعها لجهة عدم تمكنها من الحصول على مستلزمات المشروع من البرادات وغيرها من الأدوات المنزلية لتصنيع المواد الغذائية، مبينة أنها لم تتلق أي دعم مالي، كما أنها تقدمت للحصول على قروض المرأة الريفية من مديرية التنمية الريفية بوزارة الزراعة منذ عامين إلا أنها لم تتمكن حتى الآن من الحصول على القرض .
وأكدت أنها بدأت بالمشروع منذ أكثر من سبع سنوات حيث عملت بإمكانيات ذاتية متواضعة جداً وان الصدفة هي التي جمعتها بمنظمة الأغذية العالمية التي دهشت بمشروعها ومنتجاته ولم تصدق وجود مثل هذا المشروع في القرية ودعتها للمشاركة في معرض للمنتجات الريفية في دمشق حيث تم تسويق كامل منتجات المشروع نظرا لجودتها المرتفعة.
وأشارت فاكه إلى أنها تشغل العديد من الأسر الريفية الفقيرة الباحثة عن فرصة عمل، متسائلة عن سبب عدم دعم مديرية التنمية الريفية بوزارة الزراعة لهذه المشاريع التي تعتبر الأفضل لتنمية الريف السوري وربط المزارع بأرضه والتوسع في زراعة كل شبر ارض طالما هناك مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر تصنع كل ما ينتج.
وأبدت فاكه استعدادها لتقديم المكان لوحدات التصنيع في حال تم تقديم هذه الوحدات للقرية إضافة إلى المحل لتسويق المنتجات وتشغيل الأسر الأشد فقرا بما يساهم في تنمية الريف السوري الذي هو أحوج ما يكون إلى مثل هذه المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر بما يوفر السلع للسوق المحلية وتصدير الفائض.
وأخيراً لابد من التوجه بالسؤال إلى الجهات المعنية .. أين هي من هذه المبادرات المنتجة .. ولماذا لا يتم احتضانها ودعمها .. ولماذا توجد مديرية التنمية الريفية إذا لم تدعم وتوفر القروض لمثل هذه المشاريع خاصة وأن مثل هذه المشروعات تشكل البذرة الصالحة لأي اقتصاد في العالم.
