المعابر غير الشرعية.. ورقة ابتزاز أميركية تحت ستار الإنسانية

الثورة أون لاين – ريم صالح:

هل هناك في العالم كله من يصدق إدعاءات نظام الإرهاب الأميركي ومزاعمه حول الحريات والإنسانية والمثل الأخلاقية الهوليودية؟، بل ماذا قدمت الإدارات الأميركية المتعاقبة سواء بلبوسها الديمقراطي أم الجمهوري لشعوب الكرة الأرضية بأسرها غير الحروب، والدمار، والدماء، والحصار، والعقوبات الباطلة؟، وهل يتجرأ أياً كان من المطبلين لأميركا على إنكار ما فعلته عن سابق تصميم وترصد بهيروشيما ونكازاكي، وما فعلته بالشعب العراقي، وأيضاً بالشعب السوري وكيف استخدمت الفوسفور الأبيض في الرقة ودير الزور ضد السوريين؟، ثم أليست هي سبب ما يعانيه السوريون اليوم من إرهاب مأجور، وإجرام منظم، وحصار اقتصادي جائر؟، أليست المسؤولة عن تهجيرهم عن أراضيهم وبيوتهم؟، أليست من يمعن في سرقة نفطهم، وقمحهم، وآثارهم، وممتلكاتهم؟.
المؤكد لنا جميعاً أنه أينما وجدت أميركا، ووجدت أطماعها الاستعمارية، وقواتها المحتلة، وقواعدها غير الشرعية، وجد الإرهاب والخراب، وهو الأمر الذي لا يختلف عليه اثنان، ولكن يبقى اللافت هنا أن نظام البلطجة الأميركي بات اليوم، وبصورة أكثر وقاحة وفظاظة يمارس إرهابه بحق السوريين، ويقدم أكاذيبه على أنها مسلمات ذات قوالب إنسانية، وأخلاقية، وأنها تحمل في طياتها الخير للسوريين، فيما هو يدأب، وعلى قدم وساق، ويعمل سراً وجهاراً، ليلاً ونهاراً، لمحاولة النيل من السوريين، وتدمير منجزاتهم بشتى السبل، لا سيما بعد أن أكدوا للعالم أجمع أنهم نسيج وطني سوري واحد، ويقفون في خندق واحد مع قيادتهم الحكيمة، وجيشهم الباسل، وبأنه لا العقوبات، ولا الإرهاب الملتحي، ولا الأكاذيب الكيماوية، قد تؤثر في عزيمتهم، أو بإيمانهم بقائدهم، وقدرته على الرسو بهم على بر الأمان والازدهار.
المضحك اليوم هو حديث نظام الإرهاب الأميركي المتكرر، ومحاولاته المستميتة، بل ووعوده لنظام الانتهازية التركي، بفتح أكثر من معبر غير شرعي و بـ 240 مليون دولار, بالتأكيد ستدخل خزائن وجيوب رئيس نظام اللصوصية التركي رجب أردوغان، صحيح أن عنوان وذريعة هذا الإجراء على الطاولة الأممية هو (مساعدة السوريين)، لكن وكما اعتدنا فإن الشيطان دائماً وأبداً يكمن في التفاصيل، وما بين السطور، وبين الكلمات، والفقرات، حيث الهدف أولاً وأخيراً إيصال الدعم التسليحي، والعسكري، والمؤن، والذخائر اللازمة لإرهابيي واشنطن وأنقرة المأجورين.
سفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد حاولت بشتى السبل التأكيد على أهمية فتح معبر باب الهوى بالتحديد، مدعية بأن هناك آلاف السوريين بحاجة ماسة إلى المساعدة, طبعاً دون أن تتجرأ صراحة على القول من هم أولئك الآلاف، وإلى أي تنظيمات، وميليشيات انفصالية، أو إرهابية، أو عميلة ينتمون!.
المنسق الأممي مارك لوكوك هو الآخر ناشد مجلس الأمن بعدم قطع ما سماه شريان الحياة عبر الحدود, الأمر الذي شاركه به نائب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ريتشارد ميلز الذي خاطب مجلس الأمن زاعماً: “إذا لم نفعل ذلك سيموت الناس، ونقطة عبور واحدة لا تلبي احتياجات الشعب السوري”, في إشارة مبطنة على ما يبدو إلى ضرورة فتح أكثر من معبر غير شرعي لإغراق أماكن الإرهابيين بالسرعة القصوى بكل ما يلزم لاستهداف مواقع الجيش العربي السوري، وبيوت السوريين، وممتلكاتهم، دون أن ننسى هنا التنويه أيضاً إلى دعوة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في 30 آذار الماضي، إلى إعادة فتح معبر باب السلامة مع تركيا، ومعبر اليعربية مع العراق الذي تسيطر عليه ميليشيا “قسد” العميلة.
يذكر أن آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى سورية عبر الحدود ستنتهي في العاشر من شهر تموز القادم، والجدير ذكره هنا أن المندوب الروسي الدائم في مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا كان قد ألمح في شباط الماضي إلى أن بلاده ستعترض على قرار تمديد التفويض، باعتبار أن هذا التمديد وفق مراقبين ومتابعين لا يخدم إلا الإرهابيين وعائلاتهم، ويعمل على إطالة أمد الأزمة عبر تقديم كافة مستلزمات وجود مرتزقة الإرهاب التكفيري متوفرة وعلى قدم وساق، بل ومن كل المعابر غير الشرعية، حيث المطلوب أميركياً ألا يكون للدولة السورية أي وجود، أو أي سلطة على حدودها، أو على معابرها، لتفعل أميركا ما يحلو لها، وتدخل ما شاءت من تجهيزات عسكرية، ولوجستية لقواعدها غير الشرعية ولإرهابييها في الميدان، الأمر الذي لن يمر مرور الكرام طالما أن الدولة السورية، وحلفاءها، وأصدقاءها بالمرصاد لكل محاولات المعتدين، والمتربصين بها وبشعبها شراً.

آخر الأخبار
التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. صحة حمص تطور خبرات أطباء الفم والأسنان المقيمين تخفيض أجور نقل الركاب على باصات النقل الحكومي بالقنيطرة أطباء "سامز" يقدمون خدماتهم في مستشفى درعا الوطني استجابة لشكاوى المواطنين.. تعرفة جديدة لنقل الركاب في درعا كيف تخلق حضورك الحقيقي وفعلك الأعمق..؟ حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات.. وفرق الإطفاء تخوض معركة شرسة للسيطرة على النيران سوريا وقطر تبحثان توسيع مجالات التعاون المشترك