في إطار مشوار دعاية وسياحة للبحث عن الشعبية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية، تقدم الرئيس الفرنسي “مانويل ماكرون” من جماهير فرنسية مصافحاً .. باحثاً عن الود والمودة والصوت الانتخابي، ليتلقى صفعة على الوجه من كف فرنسي سأم هذا الادعاء والكذب والنفاق..
حادث طريف خفيف يذكرك بحذاء العراقي منتظر الزيدي طائراً في الهواء ليلاقي رأس الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن .. في بغداد غير عابئ بجموع المنافقين من حوله ..
إنها لمعة ضوء .. شرارة نجمت عن تماس مرعب بين الحس الموؤد للناس .. والقادة المعجبين بإبداعاتهم ..
مؤشر خرق لا يرقى إليه الشك في تلك الجماهيرية الكذابة التي تقاد بها دول العالم اليوم ..!!
صحيح أنها حادثة فردية لا يمكن التحميل عليها والمبالغة .. لكنها إشارة ذات دلالة .. ومن دلالاتها أنها تطرح سؤلاً يقول: كم عدد الأكف التي ستصفع وجوهاً وصلعات فيما إذا قدر لذلك التماس .. بين الجماهير وقادتها أن يحصل ..كم عدد أطنان الأحذية التي ستقذف رؤوسهم بها .. !!؟
الغضب الشعبي يختلف عن الفرح الشعبي .. الأول غالباً صادق والثاني غالباً كذاب ..
لذلك لصفعة مكرون وحذاء منتظر الزيدي يقبل رأس بوش معنى مختلف .. وطعم مختلف .. وتعبيرات أصدق..
ألا يشعر قادة العالم بما يعانيه هذا العالم ومواطنوه جراء سياساتهم ومواقفهم وظلمهم وجورهم .. عالم ملؤوه بالحروب والدمار والخراب والفقر والأوبئة والمراض والجوع ..!! فإذا كنا لا نستطيع مواجهة جورهم اليوم .. فعلى الأقل .. لنتناول رؤوسهم ووجوههم بصفعة أو فردة حذاء.. !!!
نعم إنها فشة خلق .. لكنها تؤكد المصير الأسود الذي ينتظرهم فيما إذا تحررت الأكف..!!
لم يتراجع بوش عن جرائمه وحروبه بعد حذاء الزيدي على رأسه .. بل وصلنا إلى ترامب ومن يدري ماذا بعده .. ولن يتراجع ماكرون عن ولدنته السياسية .. ومن يدري من يكون بعده..
لا أحد لديه هذا الوهم .. بل لدينا رغبة في صفع الكثيرين ودعسهم بالأحذية لما ابتلونا به..
معاً على الطريق – أسعد عبود