أمننا المائي.. هل يصونه البحر؟

خلص اجتماع عقد مؤخراً في وزارة الموارد المائية برئاسة المهندس حسين عرنوس رئيس مجلس الوزراء، إلى أمرين جوهريين:
١- إيجاد مصادر إضافية للمياه في سورية ٢-إدارة الموارد المائية المتاحة على نحو أمثل.
ما من شك أن بحث موضوع الأمن المائي السوري، وثيق الصِّلة بما نعاني من نقص في كميات المياه اللازمة لزراعتنا بالدرجة الأولى ثم مياه الشرب وبعد ذلك الصناعة، فنحن في تقييم – الفاو – منظمة الزراعة والأغذية العالمية بلد جاف. وفِي السنوات ذات الأمطار القليلة تجف أغلب الينابيع والأنهار، ما يضطرنا للاعتماد على الآبار، وأن ننضح من مياهنا الجوفية أكثر من مواردها السنوية، وهذا الأمر غير محمود أبداً.
ولعلنا ونحن نناقش هذا الأمر المهم والمصيري إذ لا حياة دون ماء، لا ننسى أن سورية من الدول المتميزة في إدارة مواردها المائية، فهي قبل الحرب الجائرة عليها، والمستمرة منذ عشر سنوات، أقامت ١٦٤سداً وادخرت ١٩مليار مترمكعب من المياه وروت ١،٤ مليون هكتار من أراضيها، واستصلحت أكثر من مئتي ألف هكتار من الأراضي القاحلة والمالحة والصخرية.
بيد أن كل هذه الإجراءات الحيوية المهمة، تخسر الكثير من فعاليتها عندما لا تهطل الأمطار بغزارة، لسنة أو لعدة سنوات، ومع نمو الحاجة إلى المياه بسبب الزيادة السكانية الكبيرة التي تتطلب إنتاجاً زراعياً وفيراً علماً أن الزراعة، هي المستهلك الأكبر للمياه، ثم الصناعة، في حين أن الشرب لا يستهلك أكثر من ٩./. من المياه السورية.
بديهي أننا لم نصل الكمال في إدارة مواردنا المائية ولاسيما بعدما ابتلينا بالحرب الظالمة علينا، التي عرقلت توجهنا نحو الري الحديث -بالرذاذ أو التنقيط – وهذا الري يمكنه أن يوفر مابين ٥٠./. إلى ٨٠./. من الماء المستخدم في الزراعة.
لقد اختفى في زمن الحرب أي حديث أو جهد في اتجاه تنظيم النسل، بل على العكس تماماً إذ شهدنا زيادة سكانية سنوية كبيرة جدا، (ثمانمئة الف نسمة في السنة على الأقل حالياً، بدلاً من أربعمئة ألف نسمة حتى العام ٢٠١٠) زيادة تفوق الموارد المائية للشرب، ويتبدى ذلك في التقنين الحاد في دمشق وغيرها من المدن السورية وفِي الأرياف ومناطق المخالفات.
ونشدد على حل جذري، ليس غائباً عن تفكير وسعي الدولة السورية ألا وهو – تحلية مياه البحر – ، لقد كان مثل هذا الحل خيالياً بالمقارنة مع إمكاناتنا المالية، لكنه الان ومع تطور سبل توليد الكهرباء من الشمس عن طريق الخلايا الكهرضوئية، باتت تكلفة المتر المكعب من المياه منخفضة ريثما يرد المشروع تكاليفه ثم يصبح الإنتاج مجانياً، وقوده الشمس.
لدينا ساحل طويل ومساحات شاسعة للخلايا الكهرضوئية، علماً أن دولاً عديدة نجحت في نشر الخلايا المولدة للكهرباء التي تستخدم في تسخين المياه وتقطيرها للحصول على ماء عذب صالح للشرب، فوق سطح مياه البحر ذاتها .
إن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، فلنبدأ.

أروقة محلية – ميشيل خياط

آخر الأخبار
"إكثار البذار" بحماة ينهي استلام القمح والبطاطا للموسم الحالي التربية تطلق مشروعاً نوعياً لصحة الفم بعنوان "ابتسامة لكل حاسة" تعاون سوري–إيطالي لمواجهة الكوارث وتعزيز الأمن الإنساني جسر الاستثمار بين دمشق والرياض.. انطلاقة جديدة لشراكة استراتيجية شاملة وزير التربية : الاستثمار في المعلم ضمانة لنجاح أي إصلاح تربوي انطلاق منافسات الأولمبياد العلمي للصغار واليافعين في اللاذقية توزيع المرحلة الأولى من المنحة الزراعية "الفاو" لمزارعي جبلة مشروعات اقتصادية للتمكين المجتمعي في ريف دمشق توزيع خلايا نحل ل 25 مستفيداً بالغوطة تنظيم محطات الوقود في منطقة الباب.. موازنة بين السلامة وحاجة السوق الوقوف على واقع الخدمات في بلدة كويّا بدرعا التربية: الانتهاء من ترميم 448 مدرسة و320 قيد الترميم قبيل لقائه ترامب.. زيلينسكي يدعو لعدم مكافأة بوتين على غزوه بلاده مخاتير دمشق.. صلاحيات محدودة ومسؤوليات كبيرة حالات للبعض يمثلون نموذجاً للترهل وأحياناً للفساد الصري... أكثر من 95 بالمئة منها أغلقت في حلب.. مجدداً مطالبات لإنقاذ صناعة الأحذية سوريا والسعودية توقعان اتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمار الأمم المتحدة: 780 ألف لاجئ سوري عادوا إلى وطنهم منذ سقوط النظام المخلوع فضل عبد الغني: مبدأ تقرير المصير بين الحق القانوني والقيود الدولية لصون سيادة الدول الولايات المتحدة تراقب السفن الصينية قرب ألاسكا إعلان دمج جامعة حلب الحرة مع جامعة حلب الأم.. خطوة لترسيخ وحدة التعليم العالي امتحانات تعويضية لإنصاف طلاب الانتقالي الأساسي والثانوي