الثورة – لينا شلهوب:
في إطار المساعي الرامية إلى النهوض بالقطاع التربوي وإعادة بناء ما دمرته الأزمات، بحث وزير التربية والتعليم الدكتور محمد عبد الرحمن تركو مع مدير منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيسكو” الدكتور سالم بن محمد المالك، آفاق التعاون المشترك بين الوزارة والمنظمة بما يسهم في تحقيق نقلة نوعية على المستويين التعليمي والتربوي.
اللقاء، الذي عُقد في مقر الوزارة، شكّل فرصة لتبادل الرؤى حول سبل تعزيز البنية التحتية للمدارس، وتأهيل الكوادر التدريسية، وتطوير المناهج بما يواكب المستجدات العالمية في ميدان التعليم.
وخلال المباحثات، أكد الوزير تركو أن التعليم يمثل الركيزة الأساسية لأي عملية تنموية، مشيراً إلى أن الوزارة تولي في المرحلة الراهنة أهمية خاصة لمشاريع ترميم الأبنية المدرسية التي تعرضت للدمار خلال السنوات الماضية، موضحاً أن هذا التوجه يترافق مع خطة شاملة تهدف إلى تحديث المناهج الدراسية وإعادة صياغتها بما يتناسب مع المتغيرات الحديثة واحتياجات سوق العمل، فضلاً عن الاستفادة من التجارب الناجحة في الدول التي قطعت شوطاً متقدماً في هذا المجال.
وشدد الوزير على أن الاستثمار في المعلم يشكل الضمانة الحقيقية لنجاح أي إصلاح تربوي، مشيراً إلى مساعي الوزارة لإطلاق برامج تدريبية متطورة لتعزيز مهارات الكادر التدريسي، خصوصاً فيما يتعلق بمواكبة التحول الرقمي والتقنيات الحديثة التي باتت جزءاً لا يتجزأ من العملية التعليمية، مؤكداً أن المرحلة المقبلة ستشهد شراكات جديدة تهدف إلى إدخال أساليب تدريس مبتكرة، بما يسهم في رفع مستوى التحصيل العلمي للطلاب، ويوفر بيئة تعليمية أكثر فاعلية.
من جانبه، أعرب الدكتور سالم بن محمد المالك عن تقدير منظمة “الإيسيسكو” للجهود التي تبذلها الوزارة في سبيل إعادة بناء المنظومة التربوية وتطويرها، مشدداً أن المنظمة تُعد شريكاً استراتيجياً للوزارة، لذا هناك استعداد لدعم مختلف المبادرات التعليمية. ولفت المالك إلى أن “الإيسيسكو” تضع ضمن أولوياتها توفير برامج تدريبية للمعلمين في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة، بما يسهم في تعزيز الإدماج التقني داخل الصفوف الدراسية، واستحداث أساليب تعليمية قائمة على التفاعل والإبداع.
وأشار مدير “الإيسيسكو” إلى أن التعاون مع الوزارة لن يقتصر على التدريب فحسب، بل سيشمل أيضاً دعم مشاريع البنية التحتية التعليمية، والمساهمة في تصميم مناهج حديثة تراعي خصوصية المجتمع وتنسجم مع معايير الجودة العالمية، مؤكداً أن بناء جيل متعلم ومتمكن من أدوات العصر يمثل حجر الأساس لأي نهضة شاملة.
وحضر الاجتماع معاون وزير التربية والتعليم للشؤون التربوية الأستاذ يوسف عنان، الذي أشاد من جانبه بأهمية هذا التعاون، لافتاً إلى أن المرحلة القادمة ستشهد خطوات عملية لترجمة هذه التفاهمات إلى مشاريع واقعية على الأرض.
وفي هذا اللقاء، تتجدد مساعي وزارة التربية والتعليم لتعزيز الشراكات الدولية والإقليمية من أجل الارتقاء بالقطاع التربوي، في وقت تبرز فيه الحاجة الماسة إلى إصلاحات جذرية تعيد للتعليم مكانته كرافعة أساسية للتنمية المستدامة، وتفتح أمام الأجيال القادمة آفاقاً أرحب نحو مستقبل أكثر إشراقاً.