الثورة:
رحّب عدد من كبار المسؤولين السوريين بقرار مجلس الشيوخ الأميركي القاضي بإلغاء “قانون قيصر” ضمن مشروع موازنة الدفاع الوطني لعام 2026، معتبرين أن الخطوة تمثّل تحولاً تاريخياً في العلاقات السورية – الأميركية، وبداية مرحلة جديدة من البناء والازدهار والانفتاح الاقتصادي.
الشيباني: تتويج لعمل دبلوماسي وطني واستحقاق لدماء السوريين
قال وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني إن ما جرى “تتويجٌ لعمل دبلوماسي متواصل استمر لأشهر بتوجيه من فخامة الرئيس أحمد الشرع”، مشيراً إلى أن وزارته “عملت بعزيمة فريقها على رفع أحد أثقل الأعباء التي كبّلت سوريا اقتصادياً وسياسياً”.
وأكد الشيباني أن “ما حدث هو بداية عهد جديد من البناء والإحياء، عهدٌ يقوم على الكرامة والعدالة”، موضحاً أن الجهد الدبلوماسي السوري “لم يكن تقنياً فحسب، بل وفاء لدماء الشهداء ولأمهات المفقودين والمعتقلين، ولكل سوري عانى من وحشية النظام السابق الذي تتحرّر منه البلاد اليوم بالكامل”.
الشعار: سوريا لا تنتظر الغد… سوريا تصنعه اليوم
من جانبه، قال وزير الاقتصاد والصناعة الدكتور محمد نضال الشعار إن “قانون قيصر فُرض في زمن النظام البائد كأداة ضغط سياسية، لكنه في الواقع أصاب حياة الناس واقتصاد الوطن”.
وأضاف: “اليوم، ومع إلغائه، نراه انتصاراً سياسياً واقتصادياً لسوريا الجديدة، وفرصة حقيقية لبدء مرحلة من البناء بثقة ومسؤولية”.
وتوجّه الشعار بالشكر إلى الكونغرس الأميركي والرئيس دونالد ترامب على هذه الخطوة التي “تعكس تفهماً لمعاناة الشعب السوري وتقديراً لجهود تشكيل صورة جديدة لسوريا – دولة مسؤولة ومنفتحة تستند إلى دعم شعبها وثقته”.
وأكد الوزير أن “الإلغاء لا يعني أن الطريق أصبح سهلاً، بل أن العمل بدأ فعلاً – عملاً مشتركاً بين الحكومة والمجتمع”، داعياً إلى “تحويل هذه اللحظة إلى انطلاقة نحو اقتصاد منتج يليق بتضحيات الشعب السوري”، وختم بقوله: “سوريا لا تنتظر الغد… سوريا تصنعه اليوم.”
الصالح: يوم عظيم في تاريخ السوريين
وصف وزير الطوارئ والكوارث رائد الصالح يوم التصويت في مجلس الشيوخ بأنه “يوم عظيم في تاريخ السوريين”، مشيراً إلى أن “إلغاء قانون قيصر خطوة تمهّد لرفع جميع أشكال العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا”.
وقال الصالح: “تكتمل فرحتنا بإقرار المشروع نهائياً بعد تصويت مجلس النواب وتوقيع الرئيس الأميركي خلال الفترة المقبلة.
الشكر والتقدير لوزارة الخارجية السورية والمنظمات الوطنية والدول الصديقة على جهودها الدبلوماسية التي أسهمت في الوصول إلى هذا القرار التاريخي.”
وأضاف: “رفع العقوبات عن الشعب السوري هو انتصار للدبلوماسية السورية واللوبي السوري في واشنطن، ورسالة واضحة لكل من يراهن على صبر هذا الشعب ووحدته.”
البشير: بارقة أمل لإنهاء المعاناة الإنسانية
بدوره، قال وزير الطاقة محمد البشير إن تصويت مجلس الشيوخ “يمثل تقدماً كبيراً في مسار السياسة الدولية تجاه سوريا، وخطوة مهمة لإعادة الإعمار وتحقيق التنمية والاستقرار السياسي والاقتصادي”.
وأضاف: “تحمل هذه الخطوة بارقة أمل بإنهاء سنوات طويلة من المعاناة الإنسانية التي أثقلت كاهل السوريين.”
الحصرية: نقطة تحوّل في تاريخ سوريا الحديث
أما حاكم مصرف سوريا المركزي عبدالقادر الحصرية، فاعتبر أن ما جرى “نقطة تحوّل في تاريخ سوريا الحديث، لا في المسار الاقتصادي فحسب، بل في مسار الدولة بأكملها”.
وقال الحصرية: “نشهد اليوم ثمرة لفجر الثامن من كانون الأول، اليوم الذي تحررت فيه سوريا وبدأت مسيرة نهضتها من جديد.
إن إلغاء قانون قيصر خطوة بالغة الأهمية نحو إنهاء المعاناة التي سببتها العقوبات، والتي أثّرت في حياة السوريين اليومية من الغذاء والدواء إلى الطاقة وسبل العيش.”
وأشاد بجهود الدبلوماسية السورية “التي دافعت عن سيادة الوطن وحقوق شعبه”، موجهاً الشكر للجالية السورية في الولايات المتحدة “التي لعبت دوراً مؤثراً في الوصول إلى هذه النتيجة.”
وأشار الحصرية إلى أن “الطريق مازال طويلاً”، مؤكداً التزام المصرف المركزي “بإعادة الاستقرار المالي وتعزيز الثقة بالليرة السورية وفتح قنوات التجارة والاستثمار مع الشركاء الإقليميين والدوليين.”
إدلبي: انفتاح متبادل واحترام جديد
وقال قتيبة إدلبي، مدير الشؤون الأميركية في وزارة الخارجية، إن تصويت مجلس الشيوخ “يأتي استجابة للتحولات الإيجابية التي تشهدها سوريا، وجهودها البنّاءة لإعادة الانفتاح، والتعاون مع الولايات المتحدة على أسس الاحترام، والمصالح المشتركة”.
وأكد أن “المساعي الدبلوماسية السورية ستستمر لضمان الإلغاء الكامل لقانون قيصر، ورفع كل أشكال العقوبات عن الشعب السوري”، وأشار إلى أن “سوريا اليوم تفتح صفحة جديدة من الشراكة والاحترام المتبادل، نحو مستقبل بلا عقوبات – مستقبل الكرامة والتنمية والازدهار.”
برنية: إنجاز للدبلوماسية السورية واستقرار للمستثمرين
من جانبه، قال وزير المالية محمد يسر برنية إن الخطوة “إنجاز كبير للدبلوماسية السورية النشطة التي يقودها الرئيس أحمد الشرع، ووزير الخارجية أسعد الشيباني”، موضحاً أن التصويت “ثمرة تعاون وثيق بين الحكومة والجالية السورية في الولايات المتحدة والمجلس السوري الأميركي.”
وأشار إلى أن المادة التي أقرّها مجلس الشيوخ “تتضمن أيضاً بنوداً تدعو إلى إعادة افتتاح السفارة الأميركية في دمشق، وهو ما يعكس تحوّلاً في الموقف الأميركي ونجاح سوريا في طيّ صفحة العقوبات.”
وأضاف برنية أن “الإلغاء يمنح سوريا استقراراً تشريعياً واقتصادياً يطمئن المستثمرين، ويشجع على إعادة الإعمار والتنمية.”
وزير الإعلام: لحظة تاريخية لسوريا الجديدة
ووصف وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى التصويت في مجلس الشيوخ بأنه “لحظة تاريخية لسوريا الجديدة ونضالات شعبها”، مشيراً إلى أن “الدبلوماسية السورية أثبتت قدرتها على تحويل مواقف العالم من التوجس إلى التعاون.”
وأضاف: “رفع هذه العقبة من طريق السوريين يمثل بداية مرحلة طويلة نحو التنمية والاستقرار، والتحرير الحقيقي يكتمل بتوحيد سوريا وشعبها حول مشروع وطني جامع.”
زيدان: إنجاز مشترك للدولة والمجتمع
كما أشاد الدكتور أحمد موفق زيدان، مستشار الرئيس السوري للشؤون الإعلامية، بجهود الدبلوماسية السورية والجالية في واشنطن، قائلاً إن “رفع العقوبات عن الشعب السوري إنجاز مشترك للدولة والمجتمع.”
وأضاف أن “ما تحقق اليوم رسالة لكل من راهن على صبر السوريين ووحدتهم، وتأكيد على أن إرادة الشعب أقوى من سنوات الحصار والمعاناة.”
وأجمع المسؤولون السوريون على أن تصويت مجلس الشيوخ يشكل نقطة تحول مفصلية في العلاقات السورية – الأميركية، مؤكدين التزام دمشق بمواصلة العمل الدبلوماسي حتى دخول قرار الإلغاء حيّز التنفيذ الكامل.
يُذكر أنّ مجلس الشيوخ الأميركي أقرّ، في العاشر من تشرين الأول / أكتوبر 2025، مشروع موازنة الدفاع الوطني لعام 2026 بأغلبية 77 صوتاً مؤيّداً مقابل 22 معارضاً، متضمّناً مادةً تنص على إلغاء “قانون قيصر” للعقوبات المفروضة على سوريا مع نهاية العام الجاري، بانتظار مصادقة مجلس النواب وتوقيع الرئيس دونالد ترامب.