الثورة أون لاين – عائدة عم علي:
تمر اليوم ذكرى رحيل القائد الخالد حافظ الأسد وسورية تنجز انتصارها على الإرهاب وداعميه ومشغليه، والسوريون أكثر تمسكاً بنهجه المقاوم ومبادئه القومية الثابتة التي كانت بوصلة العرب لتحرير فلسطين والجولان العربي السوري المحتلين وجنوب لبنان.
رحل القائد المؤسس منذ واحد وعشرين عاماً، لكن شعبه الأبي حافظ على مبادئه وكبريائه وصموده بقيادة من تسلَّم الراية من بعده، وهو السيد الرئيس بشار الأسد.. ابن مدرسته النضالية، والمؤتمن على الرسالة والأمانة، والذي حافظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً رغم كل حجم العدوان على بلده خلال الحرب الإرهابية الظالمة التي شنت على سورية منذ عقد من الزمن.
رحل القائد المؤسس لكنه ترك في شعبه المجد والصمود والشجاعة والحكمة والقوة والعطاء والبناء والنبل، واحترام الشهادة والشهداء وتقديسهم، وسار أبناؤه على خطاه أوفياء للمبادئ والقيم والمُثل التي غرسها في عقولهم وضمائرهم، ينهلون منها القوة والعزيمة على تحقيق الأمل بالعمل.. وهو شعار السيد الرئيس بشار الأسد في مرحلة بناء سورية وإعادة إعمارها.
في ذكرى الرحيل اليوم نستذكر جملة من المواقف التي سجلها التاريخ بأحرف من ذهب، واستطاع من خلالها القائد الراحل أن يُحوِّل سورية من دولة يتصارع الآخرون عليها إلى رقمٍ صعبٍ في معادلة الصراع العربي الإسرائيلي، ومعادلة الحضور الدولي، وأثبتت تلك المواقف الكثيرة والمحطات الاستراتيجية أن القائد الأسد كان قائداً فذاً وحكيماً تغلب بفضل نظرته البعيدة على كل الصعوبات، وتجاوز بفضلها كل المِحَن، وأوصل السفينة السورية إلى بر الأمان، وكان الحارسَ الأمينَ لأحلام العرب وهويتهم، والمدافع عن قضيتهم المركزية الأولى قضية فلسطين، وحقوق شعبها المناضل.
كانت البداية بعد التصحيح المجيد من محطة تشرين التحريرية التي قادها الرئيس الراحل بكل اقتدار، وحطَّم خلالها بفضل حكمته أسطورة الجيش الإسرائيلي المزعومة بأنه جيش لا يقهر، فظهر الاحتلال على حقيقته الواهنة بفضل صمود الجيش العربي السوري وبطولاته الخالدة.
وعلى امتداد ثلاثة عقود قاد الرئيس الراحل الأزمات التي عصفت بالمنطقة بكل اقتدار، وكتب معظمُ المحللين في الغرب والشرق عن حنكته السياسية، وأقرَّ السياسيون والدبلوماسيون من الأعداء قبل الأصدقاء أنه كان ثابتاً لا يتنازل عن مبادئه وحقوقه، ولم يساوم على تلك المبادئ التي اعتنقها والقيم التي رسَّخها، ولم يفرط بذرة تراب، ولم يهادن الكيان الإسرائيلي ومن يقف خلفه كأميركا وأدواتها في الغرب، وكانت أهم إنجازاته العظيمة تتمثل بأن سورية لم تركع يوماً لضغوط أو تهديدات الأعداء مهما بلغت غطرستهم وقوتهم، وبقيت سورية حتى بعد رحيله، وبفضل النهج الذي خطه للأجيال، وحافظ عليه السيد الرئيس بشار الأسد بكل أمانة، قوية عزيزة بوحدتها الوطنية التي رسَّخها وكرَّس قواعدها منذ فجر التصحيح الأول وحتى يومنا الحالي الذي انتصرت فيه سورية على محور العدوان بإيمان شعبها وصمود جيشها وحكمة قائدها الرئيس بشار الأسد
