الثورة أون لاين – دينا الحمد:
ليقل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ما يشاء من تصريحات مزيفة وأقوال فارغة حول الجولان السوري المحتل، وليوزع ما يشاء من الوعود المزعومة حول ما أسماه ضرورة أن يستمر كيانه الإسرائيلي بالسيطرة على الجولان المحتل بحجج واهية، فالجولان أرض سورية محتلة بحكم منطق التاريخ والجغرافيا والحق الساطع، ووفقاً للقانون الدولي والقرارات الأممية، وتصريحات الأخير لا تعني السوريين لا من قريب ولا من بعيد.
والعالم كله يعلم أن تصريحات الوزير الأميركي بخصوص الجولان السوري المحتل لا تندرج إلا في إطار دعم بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال المفلس والذاهب إلى حدود الإطاحة به، والتي لم تأت إلا في سياق الدعم الأميركي المتواصل لكيان الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه المستمر على سورية لتثبيت حضور الإرهابيين وإعادة إنتاجهم وتدويرهم لنشر المزيد من الفوضى الهدامة في طول المنطقة وعرضها.
ويعلم العالم أيضاً أن كل التصريحات الأميركية الجوفاء فيما يتعلق بالجولان المحتل هي من أجل دعم الكيان الإسرائيلي أثناء أزماته، ولنعد أشهراً قليلة فقط لنجد الأمر ذاته في تصريحات وزير خارجية أميركا آنذاك “مايك بومبيو” التي قال فيها إن الجولان السوري المحتل “قطعة أساسية” مزعومة من الكيان الإسرائيلي، وقبله بأيام فقط قال المدعو جيمس جيفري، المستقيل من منصبه مبعوثاً مزعوماً لواشنطن إلى سورية، بأن هدف قوات بلاده الغازية لأراضينا يتلخص بمنع الدولة السورية من بسط سيطرتها على كامل أراضيها، وعدم السماح بتحريرها من التنظيمات الإرهابية.
إذاً هي خطوط العدوان المتواصلة من بومبيو إلى بلينكن وقبلهما الكثيرون، والقاسم المشترك بين تلك الخطوط والخيوط أنها تدعم الكيان الصهيوني وتمنع سورية من تحرير أرضها، وأنها تتقاطع مع أجندات هذا الكيان العنصري في ضم الجولان وتهويده وتشريد أهله وبناء المستوطنات غير الشرعية فوق هضابه وبناء “توربينات” الهواء العملاقة فوق رباه، دون أن يدرك هؤلاء جميعاً أن السوريين سيحررون أرضهم وسيفككون المستوطنات غير الشرعية، وأن الجولان أرضهم بحكم منطق التاريخ والجغرافيا والحق الساطع، وبحكم قرارات الشرعية والقانون الدولي، وبحكم إرادة السوريين القوية وعزيمتهم على تحرير كل ذرة تراب من أرضهم المحتلة.
لا شك سيسمع السوريون الكثير من هذه التصريحات الموتورة والسافرة على ألسنة بلينكن وبومبيو وغيرهما حول حق الكيان الغاصب المزعوم في الجولان، لكن تصريحاتهم الجوفاء لن تغير هوية هذه القطعة السورية الغالية على أهلها ولن يتبدل وجهها بمثل هذه التصريحات المزيفة.
فالجولان سيظل عربياً سورياً رغم كل تصريحات المعتدين والحاقدين، وهو الأمر الذي تقره الشرعية الدولية برفضها قرار الضم الإسرائيلي الباطل للجولان، وتصريحات الأميركيين وقراراتهم المزيفة بالاعتراف بهذا الضم هو انتهاك سافر للشرعية الدولية وقراراتها ومواثيقها، ولن تستطيع كلماتهم المعسولة المس بهذا الحق أو التأثير على إصرار السوريين على التمسك بهذا الحق وتحريرهم لكل ذرة تراب محتلة من جولانهم الأسير والغالي على نفوسهم.