الاحتلال الأميركي للأراضي السورية.. دفن الرؤوس في رمال الأوهام

الثورة أون لاين – ريم صالح:
تقر مجلة “فورين بوليسي” الأميركية بأنه ما من آلية أميركية قادرة على تدمير الدولة السورية أو المساس بنسيجها الوطني المتماسك، وتنقل حرفياً ما قاله الرئيس التنفيذي لشركة غولف ستيت أناليتيكس المدعو جورجيو كافيرو، بأن واشنطن استسلمت بالفعل لحقيقة أنه لا توجد طرق قابلة للتطبيق لإسقاط الدولة السورية، مع العلم أن هذه الشركة هي شركة استشارية للمخاطر الجيوسياسية مقرها واشنطن، وبعد هذا الإقرار ألا يستوجب ذلك من المسؤولين الأميركيين، وتحديداً صناع القرار، ومديري شبكة الإرهاب مراجعة حساباتهم الخاطئة، والاعتراف بفشلهم المدوي في سورية، والكف عن الاختباء خلف إصبع أوهامهم الدونكيشوتية، وبالتالي الامتثال لحقائق الميدان، التي تقطع الشك باليقين، والتي تفيد بأن سورية باقية ما بقي شعبها قوياً وصامداً، وما بقي الجيش العربي السوري، وما بقيت إرادة أبطال هذا الجيش وعزيمتهم لا تلين، وما بقيت قيادتهم صامدة ولا تعرف هواناً، أو خنوعاً، أو استسلاماً لابتزاز رخيص، أو لحصار جائر.
هي تعويذات ظلامية كثيرة جربها نظام الفاشية الأميركي في سورية على مدى أكثر من 10 سنوات من الحرب الكونية المفتعلة، وكان الهدف منها طبعاً محاولة النيل من الدولة السورية، والمساس بثوابتها الوطنية، وتمزيق نسيجها الوطني المتلاحم، ولكن هذه التعويذات لم تفلح، ولم تبلغ غاياتها الدونية الدنيئة، بل على العكس تماماً، سورية حطمت أوهام المعتدين، وبددت معادلاتهم التخريبية.
استثمرت أميركا بأوراق إرهابية مأجورة، وجندت كل تكفيريي المعمورة خدمة لأجنداتها العدوانية، والتقسيمية، والنهبوية ، كما أنها راهنت على روايات هوليودية ذات روائح كيماوية نتنة، اتضح للعالم بأسره مدى نفاقها، وكذبها، بل إنها مضت أشواطاً أبعد من ذلك عندما شرعنت لـ”قيصرها” اللاقانوني، واللاإنساني لتحارب فيه السوريين على صمودهم، واستبسالهم، ورفضهم الانصياع لمشاريعها التطبيعية.
لا نستغرب هذه المداورة الأميركية في المكان، والإصرار المستميت، واللهاث المنقطع النظير للنيل من الدولة السورية، فأطماع واشنطن في أراضينا لا تعد ولا تحصى، ولا تقتصر فقط على الجوانب السياسية والدبلوماسية، وإنما تتعداها إلى الجوانب الاقتصادية والجيوسياسية والوجودية.
فحتى وإن كذبت وصرحت أميركا بأنها ليست في سورية من أجل النفط، فإن كل ممارساتها على الأرض تكشف نواياها اللصوصية، والاستعمارية، وإلا كيف لها أن تفسر لنا صور الصهاريج والقوافل الأميركية التي تسرق النفط والقمح السوري، وتهربه عبر معابر غير شرعية إلى خارج الأراضي السورية، بل كيف لها أن تبرر ما يحدث في قواعدها غير الشرعية من احتضان وتدريب ممنهج، ومنظم، وعلى أيدي كبار جنرالات ومجرمي الحرب الأميركيين لإرهابيي داعش والنصرة، ومن على شاكلتهم، ومن ثم تحويل بوصلتهم لاستهداف السوريين، بعمليات انتحارية وإجرامية.
إقرار” فورين بوليسي” وأيضاً شركة غولف ستيت أناليتيكس بأن لا خبز للاحتلال الأميركي على أراضينا، لم يكن الأول، وكما أنه لن يكون الأخير، فقبل فترة وجيزة نشر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى تقريراً حذر فيه من أن المرحلة المقبلة قد تشهد نفوذاً وثقلاً إقليميا تلعبه سورية، الأمر الذي سيغير المعايير والقواعد الدولية, فماذا يعني هذا الكلام سوى أن أميركا تتهرب من حقيقة فشلها في سورية، وبأنها أضعف من أن تعترف لنفسها قبل الآخرين بأن المؤامرة قد انتهت، وبأن دحر قواتها المحتلة عن الأراضي السورية مسألة وقت لا أكثر ولا أقل.

آخر الأخبار
تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم مكافحة زهرة النيل في حماة سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار "أموال وسط الدخان".. وثائقي سوري يحصد الذهبية عالمياً الرئيس الشرع  وعقيلته يلتقيان بنساء سوريا ويشيد بدور المرأة جعجع يشيد بأداء الرئيس الشرع ويقارن:  أنجز ما لم ننجزه الكونغرس الأميركي يقرّ تعديلاً لإزالة سوريا من قائمة الدول "المارقة"   أبخازيا تتمسك بعلاقتها الدبلوماسية مع السلطة الجديدة في دمشق  إعادة  63 قاضياً منشقاً والعدل تؤكد: الأبواب لاتزال مفتوحة لعودة الجميع  84 حالة استقبلها قسم الإسعاف بمستشفى الجولان  نيوز ويك.. هل نقلت روسيا طائراتها النووية الاستراتيجية قرب ألاسكا؟       نهاية مأساة الركبان.. تفاعل واسع ورسائل  تعبّرعن بداية جديدة   تقدم دبلوماسي بملف الكيميائي.. ترحيب بريطاني ودعم دولي لتعاون دمشق لقاء "الشرع" مع عمة والده  بدرعا.. لحظة عفوية بلمسة إنسانية  باراك يبحث الملف السوري مع  ترامب وروبيو  مبعوث ترامب يرحب بفتوى منع الثأر في سوريا   إغلاق مخيم الركبان... نهاية مأساة إنسانية وبداية لمرحلة جديدة