الثورة اون ﻻين – آنا عزيز الخضر:
عبر كل حضور فني ثقافي سوري في المهرجانات العالمية ،نرى مايلفت الانتباه إلى أهمية الإبداع السوري ،وعلى الدوام نشهد ذلك، حيث لم يمض أيام على حصول الفيلم السوري (فوتوغراف )من إخراج المهند كلثوم جائزة سوس الدولية لأفضل فيلم متكامل في مهرجان سوس الدولي للفيلم القصير في المغرب ، ليأتي فيلم (الدائرة السحرية) إخراج (فراس محمد )جائزة الهئية المنظة للمهرجان في مهرجان البوابة للفيلم القصير في الحزائر …وقد أكد مخرجه أن الجائزة تكريم لبلده التي ساهمت بدعم الشباب والمواهب الفذة بصندوق المنح الإنتاجية ، التي ساعدت مئات المبدعين السوريين، وأخذت بيدهم إلى عالم الإنجاز والإبداع، وقد ساهمت بخلق ظاهرة، يشار إليها بالبنان. وتابع المخرج قائﻻ: الإمكانيات التي قدمتها المؤسسة العامة للسينما لتحقيق فيلم الدائرة السحرية، ساهمت في إنجاز رؤيتي البصرية الخاصة، والتي شكلت بشكل أو بآخر الأفكار المعبرة عن مضمون الفيلم، الذي اقترب من الواقع بشكل كبير ،خصوصاً أن الفيلم هو محاولة لرصد التغييرات الكثيرة ، التي فُرضت على شاب في زمن الحرب ، وهو واحد من المﻻيين ،الذين عاشوا تفاصيلها ومأساتها ، إذ رصد القيلم التداعيات التي نتجت عن كل تلك التغييرات… بدءاً من الروتينية الحياتية منها انتهاء بالتغييرات الكبيرة، التي تمثل انعطافات كبيرة نقلت الشخصية من ضفة لضفة، وقد ترافقت الحالة و المعالجة مع رسم حالة خاصة لمدينة دمشق، التي جرت الأحداث فيها وتقديمها كحاضن لكل تلك التداعيات والانهيارات، وتمثلها أيضا كنقطة تعديل أو انطلاقة جدية نحو مستقبل ما ، الفيلم بالعموم يزاوج بين مصيرين ، شخصية ومكان متوالفان في تنوع عوالمهما ومنسجمان في استقبال التغييرات الطارئة وفي بعض الأحيان متناقضان في خلق ردات الفعل ، فدمشق كما قدمها الفيلم، تحمل مفاجأة في كل زاوية من زواياها ، رغم أن تلك المفاجآت لا تتعدى كونها تفاصيل يومية معاشة بمنتهى الروتينية والعفوية ، ولكن ماهو روتيني وعفوي قادر على التحول لمفاجأة ومنعطف حاد خلال سياق زمني مرتبط بشخصية الفيلم الأساسية وعلاقاتها.
لذلك تبدو بعض التفاصيل كما لو أنها خارجة من خيال ، ولكنها ضمن ذات السياق قد تكون واقعا محضا بل وشديد الثقل والوقع.
وﻻبد من الذكر أنه كان للفنانين المشاركين في الفيلم سواء على صعيد التمثيل أو التصوير أو الإضاءة أو الديكور والأزياء إضافة حقيقية في تشكيل هذه الرؤية وتجسيدها سينمائياً ، وخصوصا في حالة التبني التي خلقها الفيلم سواء في فترة التصوير أو قبلها ، واستمر ذلك لاحقاً مع العمليات الفنية سواء بالمونتاج أو المكساج أو الموسيقا التصويرية وإعادة تصميم اللون ، هذه الأدوات الفيلمية مكنت الفيلم من الوصول للشاشة بدرجة نضج حقيقية بالنسبة لي على الأقل.