ثورة أون لاين- شعبان أحمد:
من يجرؤ أن يقدم نفسه "متفلسفاً اقتصادياً" خاصة أمام عباد الله الفقراء؟ خاصة ممن لم يشعروا -حتى تاريخه- أن سورية تمر بأزمة وجود… أزمة لو مرت على أكبر العروش الامبراطورية لأطاحت بها ومزقتها…
نقول: من يجرؤ أن يقوم بالدفاع عن الحكومة ويحاول "متسللاً أن يبرر ارتفاع الأسعار وصرف الليرة وضيق الحال…؟!
أجزم أنه لن تجد من يجرؤ… وإن فعل، فالهجوم عليه والتهجم لن يقف عند حد الإشارة… بل ربما يتعداه إلى أبعد من ذلك.
إذاً… لنعيد السؤال من زاوية أخرى: من يجرؤ أن يقول إن الأسعار (خضار, فواكه, أدوات منزلية…) لم ترتفع خمسة أضعاف وربما أكثر منذ بداية الأزمة حتى الآن…؟!
ومن يجرؤ أن يقول إن بعض ضعاف النفوس لم يستغلوا الأزمة أشد الاستغلال..؟! حتى باتت بطونهم منتفخة إلى حد "الحبل"..
من يجرؤ أن يدعي أن أجهزة الرقابة التموينية تقوم بواجبها بمراقبة الأسواق… ومن يجرؤ أن يقول إن إداراتنا العامة على أحسن حال من ناحية تفشي الفساد والترهل الإداري… من يجرؤ… ومن يجرؤ…
ولكن… أليس من المنطقي أن نذكر أن زمن "الديمقراطية والحرية" المزعومة أدت إلى ما نحن عليه الآن، وأن كبار امبراطوريات النفط العفن اشتركت بشكل مباشر متعاونة مع أزلامها وعملائها للمس بحياة وكرامة المواطن؟!
من تابع حوار السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتوروائل الحلقي مع صحيفة الثورة الذي نشر على مرحلتين، لشعر مباشرة بأعباء كبيرة ملقاة على عاتق هذه الحكومة لتأمين مستلزمات المواطنين حتى أن البعض شبهها "أي الحكومة" بربّ منزل مثقل بالهموم.. إلا أنه ورغم الحصار استطاع وما زال تأمين المتطلبات ولو بحدها الأدنى.
الشعور الآخر الملاحظ بحوار السيد رئيس الحكومة، تفاؤله بالمستقبل ووعوده بالنصر القريب وانخفاض الأسعار خلال ثلاثة أشهر وكذلك انخفاض الدولار أمام الليرة…
كلام وتفاؤل رئيس الحكومة له ما يبرره أوله وآخره… إنجازات جيش عظيم يحارب عصابات الإرهاب القادمة من كل أصقاع الأرض.
بعد كل ذلك ألا يحق لنا وخاصة "لمن لم يجرؤ بعد" أن نقف ونحيي كل من يعمل بروح وطنية عالية لإعادة الأمن والاستقرار ولمن يوصل الليل بالنهار لتأمين لقمة المواطن…؟!
من لم يجرؤ اليوم لن يجرؤ غداً… ولن يجرؤ أبداً….!!!