الثورة أون لاين-هشام اللحام:
جاءت خسارة منتخبنا الكروي الأول أمام نظيره الصين في ختام الدور الثاني من التصفيات المونديالية، لتثير موجة من الغضب والتساؤلات حول الكثير من الأخطاء التي رافقت التعاقد مع المدرب التونسي نبيل معلول. ولم يطل الكلام حول مباراة الصين رغم مرارة الخسارة وتواضع الأداء، فالمشكلة لم تكن في مباراة واحدة بل في مسيرة المنتخب التي بدأت في عهد المعلول رسمياً بعد ستة أشهر بسبب التوقف والحظر الذي فرضه فيروس كورونا.
ورغم التأخر في انطلاق العمل إلا أن المعلول كان كثير السفر ولا يتواجد مع المنتخب إلا خلال فترات محددة ومحدودة، ما أثار انتقادات واسعة لم تجد لها أي صدى، فاستمر غياب المعلول حتى وقت متأخر مع اقتراب موعد المباريات الرسمية، وهذا ما جعل بركان الانتقادات تنفجر ليكون الطلاق بين كرتنا والمعلول.
سلسلة من الأخطاء
تراجع المنتخب الذي ظهر في أدائه المتواضع في المباريات السبع التي لعبها ومنها أربع مباريات ودية( خسر في أربع وفاز في ثلاث)، إنما كان نتيجة سلسلة من الأخطاء بدأت في العقد وبنوده التي منحت المدرب الحرية في التواجد والحضور ، ومنحته الأموال بدون محاسبة، ومنحه العقد الصلاحيات التي صار بموجبها يتعامل بفوقية كبيرة، وصار يتدخل في كثير من الأمور التي ليست من اختصاصه، فكثرت الخلافات والانقسامات..
وقد كان مطلوباً أن يتواجد المدرب خلال مباريات الدوري ليتابع عن قرب ويجمع اللاعبين بين الحين والآخر للتدريب والانسجام، وهذا كان يجب على المعلول أن يكون حريصاً عليه قبل اتحاد اللعبة لأنه في صالحه وحفاظاً على سمعته، ولكن هذا لم يحدث.
وكان آخر الأخطاء ما كان في مباراة الصين فنياً من حيث خياراته للتشكيلة وإصراره على استبعاد هداف الدوري محمود البحر ما أوحى بمزاجيته في العمل.
النظر إلى الأمام
يرى كثيرون أنه قد قيل ما قيل وهو كثير في المنتخب، وأنه يجب التوقف الآن والنظر إلى الأمام لأن الكلام فيما سبق لن يفيد إلا في العبرة والدروس، ومع استقالة المعلول وطي هذه الصفحة، من المهم جداً على اتحاد الكرة الذي لا يعفى من المسؤولية فيما كان، من المهم الآن تعيين مدرب في أقصى سرعة، مدرب يكون مقنعاً للجميع أو الأكثرية من حيث الانجازات والخبرة، فالوقت ضيق وهو يمضي بسرعة إلى الموعد المنتظر للدور الحاسم من التصفيات والذي يقال بأنه سيكون في أيلول القادم. وسرعة تعيين المدرب ضرورة حتى ننهي الجدل ويتوقف الكلام فيما سبق، وحتى يتاح للجهاز الفني الجديد الوقت الكافي لإصلاح ما أفسده المعلول وخاصة في موضوع الخلافات والجوانب الفنية، وحتى يستطيع بناء منتخب يكون قادراً على المنافسة في دور صعب.