الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
الاستثمار في الإرهاب هو وسيلة أميركا وأداتها الأكثر قبحاً لمحاولة تنفيذ مخططاتها العدوانية والإجرامية ضد الدول الأخرى وسورية في مقدمة تلك الدول، وهذا مقرون بأدلة لا تعد ولا تحصى من الوثائق والبراهين، وحتى بإقرار ألسنة المسؤولين الأميركيين أنفسهم وأمام عدسات الإعلام والمصورين والصحفيين، فكم مرة تم توثيق ذلك عبر تصريحات كلينتون أو فورد أو جيفري أو ماكين وغيرهم.
هذا الاستثمار يظهر جلياً وبشكل يومي من خلال اعتماد الإدارات الأميركية بشكل أساسي على التنظيمات الإرهابية لتنفيذ أجنداتها، حتى الإرهابيون ممن زج بهم في السجون لهم أدوارهم الوظيفية أيضاً، وتخصص لهم سجون خاصة لتكون تحت الطلب الأميركي، وغالباً ما تصبح تلك السجون بمثابة مأوى للإرهابيين ومراكز تدريب لتنفيذ مهمات لاحقة، تشرف عليها عناصر من مرتزقة الاحتلال الأميركي كميليشيا “قسد” الإرهابية، والتي مهمتها تنفيذ الطلبات الأميركية والتغطية على جرائمها وتخريب البنى السورية، والسماح بتهريب النفط وسرقة حقول القمح إلى العراق بآليات ومعدات عسكرية أميركية، وكذلك محاولة إفراغ منطقة الجزيرة من شبابها كي يسهل عليها ممارسة المزيد من احتلالها للأراضي السورية عبر التضييق على سكان المنطقة ومحاصرتهم بكل سبل العيش والحياة والمقاومة.
والدليل الجديد على أجندات واشنطن العدوانية والاحتلالية هذه، هو قيام قوات الاحتلال الأميركي خلال الساعات الماضية بنقل دفعة جديدة من إرهابيي تنظيم داعش الإرهابي من السجون /سجن الثانوية الصناعية/ التي تسيطر عليها تلك الميليشيا العميلة في محافظة الحسكة إلى قاعدته غير الشرعية في مدينة الشدادي جنوب المحافظة، لاستخدامهم بشن هجمات إرهابية ضد مواقع الجيش العربي السوري أو ضد المدنيين.
هذا ما تقوم به أمريكا على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي ومنظماته التي تدعي حماية حقوق الإنسان، وذلك بالتنسيق بين عناصر استخباراتها ومسؤوليها المتسللين بطرق غير شرعية إلى منطقة الجزيرة السورية مع أدوات ومرتزقة مهمتها سفك الدم السوري وإثارة الفوضى تنفيذاً لأجندات غربية صهيونية، دون أن نرى تصريحا من هنا أو إدانة من هناك لممارسات واشنطن هذه، أو لتجاوزها القوانين الدولية أو انتهاكها لأراضي دولة ذات سيادة يكفل لها القانون الحق بالدفاع عن أرضها.
هنا تعيد واشنطن فضح أكاذيبها والكشف عن قناعها الإرهابي الحقيقي عندما تدّعي محاربة الإرهاب والتلطي بأكذوبة الدفاع عن حقوق الإنسان ومزاعم تقديم المساعدات الإنسانية، بينما هي تنقل الذئاب الإرهابية ومتزعميها بحواماتها وطائراتها إلى قواعد غير شرعية لتنفيذ جرائم ضد الإنسانية.
إن استقدام أميركا لمزيد من الإرهابيين وإعادة نقلهم وتدريبهم وتدويرهم هنا أو هناك بهدف تحقيق أطماع عدوانية، تؤكد أنها تواجه المزيد من الفشل في مشروعها الاحتلالي هذا، واعتمادها على المرتزقة هو دليل على أنها تعاني الخوف من تصاعد منسوب المقاومة الشعبية لها في الجزيرة السورية وهو ما يتجلى عبر انطلاق المزيد من الاحتجاجات ضدها عبر مواجهة المحتل الأميركي وعرباته حتى بالحجارة وطرده وإبعاده وإرجاعه من حيث أتى، وفي مقاومة وطرد أهالي قرية فرفرة وغيرها للاحتلال مثال حي على ذلك.
لكن لا بد من القول: أحقاً ليس من عين دولية تشاهد إرهاب واشنطن هذا، أو ترى هذه المساحة المتسعة من الإجرام الذي تمارسه بحق الشعب السوري الذي تحاصره وتحاول فرض إملاءاتها عليه، أم أن تلك العين تشرعن لواشنطن إرهابها؟ ولكن إلى متى؟ بالتأكيد لن يطول هذا الاستبداد وهذه الغطرسة.