الثورة أون لاين – ديب علي حسن:
سمة الحياة وديموتها أنها متغيرة لا تبقى على حال من حسن إلى أحسن، ومن سيئ إلى أسوأ، ومن جهل إلى علم والعكس صحيح.
والثابت الوحيد في هذا الكون هو المتغيرات التي تعطي أي شيء ديناميكيته وحيويته وهو في خفاياه وخلاياه يحمل بذرة التغيير والتغير.
من هنا علينا أن نزيل الصدأ الذي يتكلس في العقول ويريد الثبات والسبات معاً..
بهذه العقلية التي تعني الانفتاح بل ضرورة الانغماس في أي تطوير وعمل يقفز نحو الحياة نريد أن نتحدث عما يدور في كواليس الإعلام بعض الإعلام.
من قبل الحرب على سورية ثمة ثلاثة آراء حوله.. الأول لا يراه لا من قريب ولا من بعيد.
الثاني رأي الجهات التي تفترض هي أنها الوصية على الإعلام.. تنظر إليه على أنه طبقات، إعلام مرئي له المكانة العليا عندها، وإعلام ورقي لا تقترب منه إلا وهي تسرد ما عليه دون ما له.
والرأي الثالث هو رأي من يعمل به.. هذا متروك خارج الاهتمام تكلس وهو ينادي من أجل كف ورفع الكثير من الأثقال التي تمنع على الأقل حيويته… لم يستجب أحد له.. بل تقفز فوراً لغة الاتهامات..
الحقيقة التي يجب أن تقال إننا في مرحلة مهمة جداً في العمل تقتضي منا التغيير والانفتاح والعمل بروح جديدة على أساس ما تم إنجازه وليس القطيعة معه بل تطويره.
من هنا علينا أن نذكر من يهمه الأمر أن تغيير أي خطاب إعلامي يعني ببساطة تغيير الخطاب العام في المجتمع كله.. الخطاب الثقافي الاقتصادي السياسي العلمي .. لأن الخطاب الإعلامي هو محصل مجموع هذه الخطابات.
ماذا يعني ذلك أيضاً.. ببساطة يعني تغيير عقلية التفكير عند الكثيرين من متخذي القرار الذي غالباً ما يكون نتيجة أحكام مسبقة.. لا يكلف المسؤول نفسه عناء البحث والنقاش في الأسباب.
عندما يبدأ التغيير في العقلية التي تعد تصوراً مسبقاً وتتفاعل مع من تظنه متكلساً يبدأ الفعل الحقيقي.
على سبيل المثال وضعت مؤسسة الوحدة بخطوة جريئة مهمة ومضبوطة على طاولة البحث الكثير من القضايا التي تمت مناقشتها بروح المسؤولية وهي في طريقها إلى الكثير من العلاج.
وبغض النظر عن الاتفاق والالتقاء أو عدمه فالخطوة مهمة جداً تحسب للمؤسسة في سيرورة عملها ومستقبلها،
في حديث الكواليس ثمة من يقول لك: هناك عدم رضا عنكم وعن عملكم، عن وعن..
من حق أي مؤسسة من مؤسسات الدولة أن تقيم وتقوم أداء مؤسساتها، والإعلام ليس خارج ذلك.. لكنه الأكثر حساسية الكل ينظر فيه والكل يدعي أنه مسؤول عنه..
الكل يريد منه والكل للأسف ينال منه بوجه حق أو غير حق.
لن أمل من تكرار القول… الحكومة تريده صوتها الذي لا يقول إلا ما تراه..
المتلقي يريده صوته الذي يجب أن ينقل همومه وآماله وآلامه.
المثقف يريده صوته الآخر.. وكل يدلي بما لديه.
المسؤول يتحدث عن خطاب إعلامي جديد ورسالة إعلامية جديدة.. هذا مطلب حق وواجب ولكن .. هل غيرت أنت خطابك الذي تريدنا أن نكون مرآته؟.
ماذا يفعل الإعلامي أمام مجموع خطابات بعضها تكلس وليس له علاقة بالواقع حتى من قبل بعض المسؤولين؟
في اللحظات المصيرية لا تتخذ القرارات السريعة دون الجذور … لا بد من قراءة ما كان تقويمه تصويبه البحث عن أسباب ما هو عليه، من المسؤول وكيف يتم العلاج..
أما أن تكون جزءاً من المشكلة وتنسى ذلك وتريد الحل فهذا لن ينفع.
بكلام الحبر الزائل هذا يجب الاعتراف أن المشكلة في الإعلام هي جمود الخطاب الذي يطالب الخطاب الإعلامي بالتغيير.. هي نظرة مسبقة للإعلام مكونة عند البعض.. هي في عدم المناقشة الجدية مع قواعد الإعلام… هي فينا أيضاً كإعلاميين.. حلقة دائرية من التشابكات لكل منا جزء فيها عليه العمل على تجديده ومعالجته.. قد يكون الجزء الأكبر منا وقد لا يكون.. ببساطة يجب أن نضع دائرة التشابكات هذه على طاولة البحث والنقاش، نترك عقلية الأستذة المسبقة جانباً..
وليكن التشخيص سيد الموقف لكل جزء من الحلقة… هذا لك وهذا عليك نعزز ما لنا ونتجاوز ما علينا إلى أن يتم تفكيك الدائرة وتشريحها كاملة والمحصلة تكون نقاشاً جماعياً يؤسس لخطاب إعلامي جديد يواكب التجدد الذي يجب أن يكون في خطاب الدولة وبكل ألوانه.. يجب فعل ذلك لئلا تبقى الدائرة تكبر ويظل النقاش حتى لعقود.. أنا صورتك وصوتك ومرآتك، أجملك قليلاً حسب قدرتي ولكن لا أملك القدرة على اجتراح عمل جراحي تجميلي إلا إذا بادرت أنت إليه.