الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
مرة أخرى تظهر البلطجة الأميركية وتطفو بإرهابها على السطح الدولي، وهو ما تجلى بوضوح عبر قيامها بإغلاق وحجب مواقع إخبارية إعلامية تابعة لمحور المقاومة في إيران واليمن والعراق.
هنا تعاود أميركا اجترار التناقض بين تصريحاتها وأفعالها، فهي تدّعي الدفاع عن الحريات وحق التعبير والرأي بينما تمارس المزيد من سياساتها العدوانية على المواقع الإعلامية عبر إغلاقها وحجبها لإسكات صوت الحق والتعبير الذي يكشف صورة أميركا الحقيقية ويبرهن زيف ادعاءاتها.
هذا الاعتداء الأميركي الممنهج ضد وسائل إعلام لها حضورها ومكانتها لا يقف بأبعاده عند ذلك بل يمتد بجرميته إلى أن يطول القوانين الدولية وتحييدها، عبر محاولة الإدارة الأميركية بتصرفات مسؤوليها واستخباراتها شرعنة تلك التصرفات الإرهابية، خاصة وأن الحجب والإغلاق لم يطل كالعادة إلا مواقع وطنية تقود معركة تحد وإرادة وصمود ووجود ضد الوجود والهيمنة والغطرسة والاحتلال الأميركي ومرتزقته وسلاحه الموجه الذي يستهدف كل من يقف بوجه العنصرية والتوحش الأميركي الذي يحاول السيطرة على جميع مقدرات العالم، وبالتحديد المواقع الاستراتيجية المتحكمة بمفاصل ومفاتيح الاتصال بين الشرق والغرب.
إنها ليست المرة الأولى لهذا العدوان الإعلامي الموصوف ضد إعلام مقاوم معروف فقد تعرض الإعلام الوطني السوري لمحاولة أوروبية لإسكات وتقييد وحجب مماثلة في إطار الحرب الإرهابية الدائرة على سورية، بعد أن فشل ذاك الغرب ومرتزقته بالنيل منها، فسقطت أكاذيبه وفُضحت الكثير من أوراق التضليل الإعلامي والصور المشوهة التي سعى لرسمها وتقديمها بتبديل الصورة الحقيقية وتعويم الإرهاب على حساب الواقع.
هذه المصادرة اللا أخلاقية للإعلام المقاوم تبرهن أن أميركا تخشى هزيمتها إعلامياً أكثر من قبل، وهي المسيطرة برأسمالها المتوحش على كبرى وسائل الإعلام وتوجهاتها وفق سياستها التي تتطابق مع حروبها، وتخشى أن تسقطها معركة الكلمة المناضلة وأن تخسر المزيد من نفوذها على الساحة الدولية، بالتوازي مع الخسارة الميدانية التي تقض مضجع مجرمي حربها في ميادين سورية والعراق واليمن وإيران ومعهم روسيا والصين كمحور للتعاون لمكافحة الإرهاب ونشر الأمن والاستقرار وفق مصالح متكاملة وخطوات تكون الشراكة هي عنوانها الحقيقي وليس التسلط والغطرسة والنهب والسرقة كما تفعل واشنطن.
معركة الإعلام المقاوم تنتصر ضد عدوانية أميركا وبلطجتها الدولية، هذا ما نؤكده من خلال ما تمارسه واشنطن من استهداف متعمد لتلك الوسائل الإعلامية التي أثبتت جدارتها بمواجهة الإرهاب الأميركي.
إكمال مسيرة النضال الوطني مستمرة مهما كانت التحديات ومهما وضعت العراقيل، فمن وصل إلى هذا المستوى من الصمود والإرادة لن يكون هدفه إلا متابعة المسير نحو الأمام.