الثورة أون لاين – راغب العطيه:
منذ عقود طويلة تعتمد الدول الاستعمارية على الماكينة الإعلامية التي تمتلكها لترويج أفكارها المسمومة وتضليل الرأي العام العالمي، خدمة لمصالحها الإمبريالية ومصالح الصهيونية العالمية، فكانت الدعاية والحرب النفسية إحدى الوسائل الخطيرة التي استخدمها المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.
بالمقابل، خبرت شعوب منطقتنا السياسات العدوانية لواشنطن وأتباعها في أوروبا خلال المرحلة الماضية، وبفضل صمود الإعلام المقاوم وقدرته على كشف وتعرية المخططات الغربية، فإن التأثير الذي أحدثه إعلام الغرب ودعايته المشبوهة خلال المعركة المستمرة بين حق الشعوب في رسم مستقبلها بيديها وفي تقرير مصيرها بنفسها دون تدخلات خارجية، بدأ يتلاشى نتيجة قدرة الإعلام المقاوم على دحض أكاذيب الغرب وترسيخ الوعي لدى الشعوب المستهدفة بالإرهاب الأميركي، ولا سيما في سورية التي استطاعت بصمودها أن تبدد كل أوهام المعتدين والطامعين.
واليوم وبعد عقد من الزمن من انتشار الإرهاب بمختلف تسمياته وتصنيفاته تحت الرعاية الأميركية، في سورية والعراق والعالم ككل، راحت واشنطن تمعن بممارسة الإرهاب الإعلامي، وذلك بعد أن فشل مشروعها الإرهابي في سورية بفضل بطولات وتضحيات جيشنا العربي السوري، ودعم الأصدقاء والحلفاء على كافة الأصعدة بما فيها الصعيد الإعلامي، ما كشف زيف الادعاءات الأميركية في الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
وفي هذه الفترة أثبت الإعلام المقاوم الذي يعد الإعلام السوري جزءاً أساسياً فيه، صدقه وشفافيته وتأثيره في الرأي العام المحلي والعالمي كونه ينطق بالحقيقة والواقع كما هو، ومن دون مواربة أو تزييف، الأمر الذي أعطاه مصداقية حتى داخل الجمهور الغربي والأميركي.
وما قامت به إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مؤخراً في حجب مواقع الكترونية للعديد من وسائل إعلام المقاومة العراقية واليمنية والإيرانية دليل جديد على الهمجية الأميركية، وكذب الشعارات التي تتغنى بها الولايات المتحدة.
إن الإعلام المقاوم الذي يعقد اليوم الاجتماع العاشر لجمعيته العامة في العاصمة الإيرانية طهران، بمشاركة ممثلي الدول الأعضاء وخبراء سياسيين ومسؤولين ثقافيين عبر الدوائر الالكترونية، وحضورياً بالتزامن والتشارك مع عدد من العواصم والمدن العربية والإسلامية منها دمشق، كان له الدور الأبرز في الانتصار بالمعركة ضد التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق ولبنان وفلسطين واليمن وفي كل الساحات التي وصلت إليها اليد الصهيونية والأميركية، وذلك من خلال كشفه لخيوط المؤامرة وفضح الفبركة والتضليل الإعلامي الذي بدأته الماكينة الإعلامية الغربية وكل الوسائل الإعلامية التي كانت شريكة في سفك الدم السوري والعربي في كل مكان.