على مقربة من حلم ينتظر طلابنا الأعزاء ساعة الحسم لإعلان نتائج الثانوية العامة بفروعها المختلفة وشهادة التعليم الأساسي . وعلى وقع الأمنيات والرغبات ورسم الخطط المستقبلية يرتفع ضغط الأهل، لاسيما الآباء والأمهات عشرات المرات في اليوم الواحد.
وهم الذين واكبوا أعباء الدراسة مع أبنائهم وأجوائها الضاغطة على جميع المستويات .
فهؤلاء باتوا الرقم الأول المعني بترنيمات الفرح وقوالب السرور المخطوفة من العيون والقلوب .
لقد عانت الأسرة السورية بكلّ مسمياتها ماعانته، وتحمّلت الفقر والجوع والتعب ،وصبرت على القهر والفقدان، وتحدّت كلّ أنواع الظروف الضاغطة لتبقى مع أبنائها تواكب مفردات تطلعاتهم ،وحدود قوتهم وضعفهم ،ورصد مستقبلهم الآمن والمستجد.
فهي المدركة لعين العاصفة الهوجاء وماسببته من إعصار في الفكر والمعرفة وقلبت موازين العمل والفعل في لغة المصطلح.
أسر سورية كابدت وجع الوطن لتنهض بعدة المستقبل وتفتح خيارات الأمل من خصوصيات الرعاية والاهتمام، ومواصلة الصمود النفسي، والتحدي التربوي، والسير في دروب العلم الآمنة والضامنة للخروج من قوقعة تداعيات حرب عدوانية متوحشة، فرضت على عقولنا وطموحاتنا وخياراتنا مالايحمد عقباه، ونالت من مقدرات وطاقات بلدنا الشيء الكثير.
ورغم ذلك رفض الإنسان السوري بنبله وعظمته ، ببنيته النفسية، ومحيطه الاجتماعي والسياسي، خلل التوازنات، وصحح مخارج العبور من خلال تربية أطفاله وأبنائه، التربية الوطنية والأخلاقية السليمة بغض النظر عن التجاذبات وجملة الرؤى المختلفة والآراء المتباينة بقضايا ثانوية وجوهرية في آن معاً.
فكانوا فيها صمام الأمان ومصدر التحصين العميق لأمانة وطن في وجدان كلّ سوري صادق وأمين يتنفس كبريائه وعنفوانه، من خلال سلوك الأسرة والعائلة ذاك الحضن والنبض الصغير والتي يتوقف عليها مسار الأمل والعطاء وكسب الرهان لبناء الوطن الكبير بعيون وفكر وسواعد الأجيال المتعاقبة. حيث ننظر من نوافذ العلم لمفاتيح بوابات المستقبل .إذ نراها بعيون وشغف طلابنا وعمالنا وروادنا وجيشنا قدوة النصر والانتصارات على امتداد الجغرافية.
عين المجتمع- غصون سليمان