ليس جديداً علينا ما تفعله واشنطن اليوم باستخدامها لسياسة التجويع في العلاقات الدولية، وهي التي طالما مارستها ضد كل الدول التي تتبع سياسات وطنية لا تروق لها، وفي مقدمة هذه الدول سورية وكوبا وفنزويلا وايران وكوريا الديمقراطية.
وبالرغم من أن هذه السياسة اللاإنسانية أثبتت فشلها على مدار أكثر من نصف قرن، إلا أن الولايات المتحدة لا تزال تستخدمها وبقوة، وهذا ما فعلته إدارات البيت الأبيض وما زالت مع سورية، حيث عمل الأميركيون إلى جانب دعمهم للتنظيمات الإرهابية بالمال والسلاح والتغطية السياسية والإعلامية، على استخدام سياسة العقوبات الاقتصادية والحصار، فابتدعوا ما يسمى (قانون قيصر) بشكل مناف لكل القوانين والشرائع الدولية لمعاقبة شعب بأكمله لأنه آمن بوطنه وتمسك بوحدته واستقلاله.
ومع أن السياسة الأميركية المقيتة تجاه السوريين مكشوفة للصديق والعدو، إلا أن إدارات البيت الأبيض ماضية في ممارسة التضليل السياسي لتشيكل حشد دولي من الدول التي تنساق بسوط الكابوي لتوريطها أكثر فأكثر بقضية إنسانية لم يعرف التاريخ مثيلاً لها.
ومع أن معاناة السوريين سواء في الداخل أم في الخارج ممن هجرهم الإرهاب من منازلهم ومدنهم وقراهم، ناتجة أصلاً عن أعمال التنظيمات الإرهابية والأعمال التي تقوم بها القوات الغازية للأراضي السورية الأميركية منها والتركية بتدميرها للبنى التحتية، بالإضافة لعمليات النهب والسرقة اليومية، مع كل هذه الموبقات لا يخجل الأميركيون من أنفسهم عندما يتحدثون ويتباكون على ما آلت إليه الاوضاع الإنسانية للسوريين!.
حدث وتعليق- راغب العطيه