الثورة اون لاين – هناء الدويري:
ضمن سلسلة قضايا لغوية الصادرة عن وزارة الثقافة “الهيئة العامة السورية للكتاب” أكّد الباحث في علم اللسانيات “بسام أحمد العلي في كُتيّب (الوعي المصطلحيّ عند العرب) على أهمية الوعي بأن المصطلح الأصيل خير وأحبّ من المصطلح الدخيل، ويلقي اللوم على أهل اللغة في تأخرّهم عن إصدار المصطلحات البديلة، وخجل الناس من تداولها بعد أن جرت على ألسنتهم الأجنبي منها، فالكثيرون يقولون “كومبيوتر” بدلا من حاسوب و”موبايل” بدلا من جوال و”هاردوير” بدلا من عَتاد و”سوفت وير” بدلا من برمجية و”راوتر” بدلا من مُفرّغ و”انترنت” بدلا من شابكة.. وغيرها كثير.
كَثُر تحديد كلمة الوعي بنعوت مختلفة وأنواع منوّعة بين الوعي الصحي والاجتماعي والجمالي والأخلاقي،إلا أن الوعي المصطلحيّ يرجع إلى الوعي اللغوي من ناحية وإلى الجمالي من ناحية أخرى، فينبغي للعربي قارئا أو كاتبا أو ناطقا أن يتذوق الجمال في لغته ومصطلحاتها الأصيلة..
يتحدّث الباحث عن تاريخ الوعي المصطلحيّ عند العرب وفي العصر الحديث ويؤكد أن حاجتنا لتأسيس جمعية عربية لعلم المصطلح (لا لوضع المصطلحات، لأن مجامع اللغة العربية تتناول جوانب اللغة كلّها ولاتقتصر على المصطلح فتهتم بالنحو والصرف والدلالة والمعاجم والصوت والبلاغة والنقد وأهدافها الحفاظ على سلامة العربية وجعلها وافية بمتطلبات العلوم والآداب والفنون وتوحيد المصطلح…
ووضع الباحث مجموعة مبادئ لتعزيز الوعي المصطلحيّ منها ثقة العربي بقوة وجوده وحضوره، والانفتاح دون الاتكال على الثقافة المعلّبة، والمحافظة على الأصالة اللغوية وعروبة الألفاظ وإعادة النظر في الطرائق التقليدية الراسخة في صناعة المصطلح وتحديثها المستمر، ولتعزيز كلّ ذلك لابدّ من مظاهر وعي مصطلحي تتمثل في إنشاء البنوك المصطلحية وإخراج المعاجم المتخصصة والتخطيط للتنمية الشاملة وهذا يستلزم ضرورة توحيد الجهود وتنسيقها بين الجهات والمؤسسات العربية المصطلحيّة
في فصل العولمة، وعولمة المصطلح يجد الباحث أن الإشكالية لاتكمن في مسألة الاقتراض إنما تكمن أيضا في ماوراء المصطلح، فالاقتراض ظاهرة لغويّة صحيّة وصحيحة ونبيلة بشرط أن تكون محكومة بضوابط أصيلة نابعة من منطق اللغة الأم، وماورائية المصطلح تعني أن يكون المُقترض محققا لقوانين اللغة العربية وألا يخفي وراءه فخّا من أفخاخ العولمة اللغوية…
وفي الكتاب أيضا الحرب المصطلحيّة (مفهومها وطبيعتها)، وتقنيات تلك الحرب، وأهمية الأمن اللغوي الوقائي وتحصين الذات، وأهمية الإعلام في نشر الوعي المصطلحيّ مشيرا إلى خطورة التلوث اللغوي على الشابكة ووسائل التواصل الاجتماعي.