الملحق الثقافي:إنعام أسعد:
1
تحت قوسِ المساء
ترنُّ السماءُ خلاخيلَها
نجمةً
نجمةً
ولا تُسمَعُ الأصواتُ
حتى يفتحَ الليلُ
ستارةَ السكون:
«الصمتُ كلامٌ
تجاوزَ سنَّ الرشدِ».
2
وردةٌ – قصيدةٌ
والأرضُ هي الشَّاعرُ
«ويُقالُ إن الأرضَ
ألقتْ مفاتيحَ الكلام
ما بينَ صمتِ غيمةٍ
عابرة
وصمتِ نجمةٍ
ساهرة
كلُّ ما يقولُهُ البحرُ
على مسمعِ الشواطئِ
لغةٌ ساحرة».
3
أصفِّقُ انسجاماً مع المطر
مع نجمةِ الصبحِ
مع ورقِ الشجر
أصفِّقُ انسجاماً
مع المساء
أتقوَّسُ فوقَ نجومِ السماء
وألمسُ أهدابَ
القمر
أصفِّقُ لكرمةِ المدى
وخمرِ زهرةٍ وحيدةٍ
تنحني لنسمةٍ
أو صدى.
4
كلُّ ما ينزلُ
من عربةِ الفجرِ
في محطةِ أيّامي
شررٌ – أوقِدُ رأسي بهِ
هكذا آخذُ المعنى
من حديقةِ
سرِّهِ
وأوثقُ الليلَ
وما أتى من نجمهِ
في شعرِ أغنيتي
وأعناقِ الخيول.
5
للريحِ أهديْتُ خطاي
ضاقَ الطريقُ أمامها
وتعثَّرتْ
صهلتْ
عبرتْ إلى خلقٍ
جديد.
للريحِ قدَّمتُ يداي
وقلتُ خذيني
أو صافحيني.
لا تسيرُ الريحُ في الدربِ
الوحيد
و لا تغفو
في أحضانِ الجهات.
6
في البدءِ كان
الصمتُ سديماً
على وجهِ الأرضِ
وكان المعنى أسيراً
خائفاً
لا يقوى على الكلام.
آلهةُ الحياةِ
همستْ في أذنِ الوجود:
«كلُّ ما في الكونِ
شريكيَ في الرقص».
هكذا – الينابيعُ والغيوم
تفتَّحت أسرارُها…
الكرومُ أيقظت
خمرَها من سباتِهِ
والربيعُ في السهولْ
أنشدَ أغانيَ ملوَّنة
تقولُ للشّمسِ إنّ
النوافذَ أجنحةٌ
للعناق
وإنّ عطرَ بسمةٍ
صلاةٌ
تأخذها الريحُ
حيثما تشاء
وما تقولُهُ العصافيرُ
على أغصانِ أسمائها
تراتيلُ صلاة
وإنَّ بحراً هائجاً
أو هادئاً
باسطاً ذراعيهِ – أيضاً
أرجوحةٌ للصلاة.
التاريخ: الثلاثاء6-7-2021
رقم العدد :1053