الملحق الثقافي:نبوغ محمد أسعد:
في تكثيفٍ لغويّ، تُشارك في تكوينه العبارات الشاعريّة، التي تشيرُ إلى موهبةٍ تدلُّ على براعةِ الإبداع الروائيّ، تقدّم الكاتبة «رشا المالح» قصتها بمصداقيّةٍ تعبيريّةٍ، وبمشاعرٍ أنثويّةٍ حملت كلّ هموم الوطن، وما مرَّ به من أوجاعٍ ومعاناة، سببها مؤامرة الحاقدين والمتخاذلين في كلّ أنحاءِ العالم، على شعبٍ ثابتٍ ومتجذّر بأرضه، متمسّكٌ بهويّته وحضارته، رغم ما ذاقهُ من ويلاتِ العدوان والطمع والغدر، منذ آلاف السنين.
تصوّر «المالح» في قصتها، ما عاشته تلك المغتربة التي عادت إلى بلدها، وتعرّضت لإصابةٍ سببها تفجير حدث بالقرب منها، لكنّها ظلّت متمسكة بانتمائها وحبّها للوطن، فكانت بطلة القصّة التي راحت تسردُ ما يجسّد حقيقة المرأة السورية، بكاملِ عزّتها وكرامتها .
الأديبة «المالح» أيضاً، ومن خلال ما بدأت ترويه، هي أمُّ أظهرت الوطن أغلى ما يجب أن يكون في حياة الإنسان، وأظهرت تمسك الأدب السوري بأخلاقه وشرفه، في الوقت الذي هرب فيه كثُرٌ من الأدباء وباعوا شرفهم وكرامتهم، ونوّهت إلى أن المرأة السورية قويّة وذات شخصية، وتستطيع أن تصنع المعجزات، من خلال صبرها وجلدها وإرادتها.
المعاني التي طرحتها الكاتبة في مجمل ما جاء، تدلُّ على ترابطٍ روحيّ بينها وبين الوطن، فما حصل في وطنها تدخّل في تكوين القصة بشكلٍ كاملٍ، مما جعل خطّها البيانيّ يتصاعد، ليدلّ على أن المرأة كالرجل، تقاتل وتقاوم وتناضل من أجل وطنها، فبطلة القصة امرأة، والمضمون يدلُّ على أنها واقعية جداً، والأم كبطلةٍ أيضاً هي امرأة، والكاتبة أيضاً امرأة، وأغلب شخوص القصة من النساء، وهذا أمرٌ واقع، ومن الضروري أن يكون النقد متوازناً في طرحه، وفي الدفاع عنه.
القصة المنشورة حديثاً في «دار سويد للنشر والطباعة والتوزيع»، تطلق صفارة إنذارٍ، بدءاً من عنوانها «كش ملك عاش الملك»، لينتبه الغافلون الذين سقطوا في مستنقعِ المؤامرة، وسهّلوا قيام الحرب علينا، كي لا يكونوا لعبة في صناعة الأزمات، واندلاع الحروب على وطنهم، ومن خلال تدقيقنا وجدنا أن الكاتبة، كانت قد دوّنت قصتها عام 2016 دون خوف وحسابات، في الوقت الذي هرب فيه الكثير من الرجال، وهم يدّعون أنهم من أهمِّ الكتّاب والأدباء، وغيرهم ممن كانوا حجراً للشطرنج، يقودهم أصحاب الأهواء والمخططات، التي من شأنها إنهاء وجودنا كبشر..
التاريخ: الثلاثاء6-7-2021
رقم العدد :1053