الثورة اون لاين – السويداء- رفيق الكفيري:
في السادس والعشرين من أيار الماضي أدرك الشعب السوري بكل أطيافه وألوانه أين تكمن مصلحة بلده، وأدار ظهره لكل ما يقال من قبل قوى الشر والبغي والعدوان ومن يدور في فلكهم ويأتمر بإمرتهم من قنوات إعلامية مضللة، واثبت بالقول والفعل تحقيق ذلك عندما اندفعت جماهير الشعب وبشكل منقطع النظير إلى صناديق الاقتراع لتقول كلمتها الفصل وتنتخب السيد الرئيس بشار الأسد رئيسا للجمهورية العربية السورية الواحدة الموحدة.
فالشعب السوري عبر تاريخه النضالي الطويل تعرض لعدوان وتحديات ومؤامرات منذ حقب زمنية طويلة، لكن بإرادة الحياة والتحدي والعزيمة والإصرار كان دوماً ينتزع النصر من عيون أعدائه، فاستقلالية القرار السوري من أولويات الشعب السوري، وحق تقرير المصير للشعب هو من صنع الشعب وهو صاحب القرار في ذلك، والشعب السوري من سماته أنه يقرر مصيره بنفسه ولا يقبل أن ينوب عنه احد سوى مؤسساته الدستورية والقانونية التي اختارها بإرادته. وهذا الشعب لم يعرف عبر تاريخه الطويل المفعم بالبطولات والكرامة والإباء والعنفوان وقوة الشكيمة الهزيمة، الذل والهوان، ودائماً على صخرة صموده تحطمت اعتى قوى الشر والبغي والعدوان، ومهما اشتدت المحن وعظمت المؤامرات كانت إرادته أقوى وانتزع النصر ، فالفراغ عنده غير مقبول، ولم يسمح بحصوله في يوم من الأيام، فكيف إذا كان ذلك يتعلق بقراره السيادي المستقل وبوحدة الوطن واستقلاله وكرامته، فشعبنا الأبي ثقافته وطنية ونهجه مقاوم، وفكره خلاق، وأما الفكر التكفيري الظلامي الأسود ومن يرعاه ويدعمه وما يضمر من شر وأذى فمناله بعيد عنه ومحاولاته النيل من استقلالية قرار شعبنا الأبي بائسة ويائسة وباءت بالفشل وهذا الفكر الأسود لا يخيف الشعب السوري ولا يرهبه لأنه فكر ذاهب نحو الفراغ.
الثورة التقت في محافظة السويداء عددا من الباحثين والنقابيين حيث أكد الدكتور الكاتب والباحث فايز عزالدين عن انتصارات شعبنا وتحدث عن أهمية الاستحقاق الانتخابي الذي أنجزه شعبنا قائلا: لقد كان يوم السادس والعشرين من شهر ايار الماضي يوم انتخابات رمزية وطنية في ضمير السوريين، نقف عندها لبداية تاريخ جديد، لأن التدافع الشعبي على صناديق الاقتراع هو رسالة للخارج أكثر منها للداخل، والرسالة للخارج تقول: نحن السوريين على أرضنا نحمي سيادتنا وقرارنا الوطني المستقل، ولا توجد في الأرض قوة تفرض علينا من الخارج كيف نختار نظامنا السياسي وكيف نختار قائدنا الذي نلتف حوله، وكيف نختار جيشنا الذي نحرر معه البلاد من الاحتلال، هذا العنفوان السوري الآن يعتبر إرادة مقدسة لدى السوريين، ومؤشر صمود في وجه المشروع الصهيوني.
ونوه عز الدين إلى أننا رأينا الناس على صناديق الاقتراع أتت لتقول (نعم)، بل أتت لتقول كلمتها الفصل بان سورية بلدنا ونحن نحررها ونبنيها، والدولة دولتنا نحن أنشأناها ونحميها، والذي اخترناه لقيادتنا هو الدكتور بشار الأسد، هذه هي الرسالة الوطنية تقرأ وطنيا وإقليميا ودوليا رغم انف الحاقدين.
من جانبه اكد رئيس اتحاد الفلاحين بالسويداء معين كاسب للثورة أن يوم السادس والعشرين من ايار الماضي كان عرسا وطنيا سوريا بامتياز كسرت فيه جماهير شعبنا على امتداد الوطن الحبيب إرادة كل الذين راهنوا على تعطيل حياتنا الدستورية التي رسمناها وبنيناها بعرقنا وزنودنا، فالإقبال الكبير على صناديق الاقتراع في ذلك اليوم المشهود رسالة للعالم اجمع بأننا شعب لا يعرف الهزيمة شعب لا تخيفه التهديدات ولا ترهبه المؤامرات، وكلما اشتدت المؤامرات والعقوبات عليه كلما ازداد صلابة وقوة وتمسكا بخياره السيادي المستقل وبثوابته الوطنية.
بدوره قال رئيس اتحاد العمال في السويداء هاني أيوب للثورة إن عمال الوطن ومنذ بداية الحرب العدوانية على سورية قد حددوا بوصلتهم بأن انتماءهم لسورية، وخيارهم هو الدكتور بشار الأسد لأنه يمثل رمز الصمود والمقاومة والقادر على قيادة السفينة إلى بر الأمن والأمان، واثبتوا ذلك في يوم السادس والعشرين من أيار الماضي عندما قالوا كلمتهم الفصل معبرين عن وقوفهم إلى جانب جيشنا الباسل الذي يخوض حرباً ضروساً ضد الإرهاب والإرهابيين على امتداد مساحة الوطن وأن من يجسّد الهوية الوطنية ويدافع عنها ويحافظ على مؤسسات الدولة وممتلكات الوطن العامة والخاصة ويقف إلى جانب الجيش العربي السوري الباسل في حربه ضد الإرهاب والإرهابيين على امتداد مساحة الوطن هو من يستحق الانتماء لهذا الوطن وأن من يسوّغ الخيانة ويقبع في فنادق الخارج ويستجدي التدخل الخارجي ويستقوي به ويدعم الإرهاب ويموله هو أبعد ما يكون عن الانتماء للوطن ولا يستحق أن يكون منتمياً إليه، فالانتماء للوطن ينبعث من صميم الوجدان بدلالات ومعانٍ عميقة تثير الإحساس بحب الوطن والرغبة في الدفاع عنه والتضحية من أجله.