الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
لم تستطع الحرب الإرهابية رغم اشتدادها أن تنل من سورية، فعامل الصمود والممانعة والتحدي الذي أظهرته الدولة كان أقوى من أن يدفعها لأن تنحني لهجمات وتيارات الغرب الهمجية والبربرية، لأنها كانت تدرك مدى عمق خطر المخطط العدواني الصهيوني الذي كان يستهدفها في جميع المجالات من أجل إسقاطها كدولة وكموقع ومقاومة واستراتيجيا وصخرة صمود ونقطة اتصال بين الشرق والغرب.
من هنا شكلت ثلاثية الشعب والجيش والقيادة ملحمة وطنية متكاملة كانت سور الصد المنيع لمواجهة التحديات وحملات التضليل الإعلامي، فأنجزت هذه الثلاثية الحفاظ على الدولة وحدودها وسيادتها واستقلالية قرارها، ففوتت الفرص على المتآمرين وأفشلت محاولات ترهيبهم وغطرستهم التي مارسوها طوال سنوات الحرب الماضية.
لقد كانت إرادة السوريين ولا تزال أقوى من كل الضغوط التي يمارسها الغرب في سياسته المزدوجة ضد سورية، فأثبت السوريون أنهم بإرادتهم هذه قادرون على حماية الدولة بمكوناتها وهذا ما تجلى بوضوح عبر التعاون معاً للاستمرار بالحفاظ على مؤسساتهم وكياناتها ومتابعة العمل فيها رغم ما طال بعضها من تفجيرات واستهدافات غادرة لم تستطع أن تمنع عودة الحياة وحيوية الحركة إليها.
هذه المنظومة المتكاملة من الوحدة والاتحاد بين أطياف الشعب عززت المقدرة على تجاوز الكثير مما لا يعد ولا يحصى من إزالة وتجاوز العقبات والعراقيل الإرهابية والتضليلية التي وضعت أمام سورية، فكانت إنجازات الجيش العربي السوري بتحرير أراض ومساحات واسعة من تحت سيطرة الإرهابيين والمرتزقة دليل على ذلك بفضل وقوف ومساندة الشعب الذي أثبت أنه لا يقهر، وأنه مع جيشه حتى تحرير كل شبر محتل من أي مرتزق ومحتل ومغتصب وغادر وعميل، وهذا ما ظهر في حلب والغوطتين ودرعا والسويداء وحمص ودير الزور وحماة وإدلب واللاذقية وغيرها.
هذا التكاتف الذي أظهر قوة سورية ودورها في مواجهة الإرهاب ومكافحته والاستمرار في الدفاع عن حقوقها ومكتسباتها ووحدتها الوطنية اتضح بشكل أكبر في الانتخابات الرئاسية يومي 20 و26 أيار 2021 عندما قرر السوريون التكاتف صفاً واحداً أمام صناديق الاقتراع وفي الشوارع والساحات وعلى امتداد سورية وخارجها، فكانت أصواتهم ودماؤهم التي بصموا بها من أجل إعلاء كلمتهم أمام العالم شاهدة على تمسكهم بوطنهم ووحدته وحرية قراره واستقلاله والدفاع عنه ضد كل ما يواجهه من حملات إرهابية غربية شرسة، فأجبرت العدو على نقل الصورة الحقيقية، وأكدت أن هذا الشعب الحي لا يمكن أن يُهزم رغم كل الآلام والمعاناة والحصار والتجويع، بل اعتاد أن يَهزم عدوه مهما تغطرس في سياساته وعدوانيته.
صوابية المواقف السورية بكل مفرداتها كانت الحامل الأقوى للانتصار والإنجاز ضد كل المتغيرات الإرهابية والدولية، وها هي سورية اليوم تبرهن بصيرورة حياتها العملية على ذلك، وتنهض بمكوناتها ومكنوناتها لإعادة إعمار وبناء ما استهدفه ودمره الإرهاب من بشر وشجر وحجر.