عقدة القراءة.. لماذا يهجر العرب الكتاب؟

الثورة أون لاين:

اقرأ ترتق, مقولة يعرفها العالم كله, لكن لماذا لا نقرأ نحن العرب, ولماذا نهجر الكتاب الورقي, وكيف, لماذا نركض وراء أحدث تقنيات النت ونترك القراءة والكتاب الورقي, بينما من يخترع التقنيات لم يغادر الكتاب؟ أسئلة كثيرة يجب الإجابة عنها, الدكتور عماد فوزي الشعيبي, يقدم قراءة في ذلك تحت عنوان عقدة القراءة.
نعم، هنالك شعوب بأكملها تكره القراءة، وتزْور عنها. والسبب نفسيّ تربوي بامتياز.
عقدة القراءة هذه التي تنال الشارع العربي بحظوة كبيرة هي جزء لا يتجزأ من عقد الأستاذ (راجع مقالتنا السابقة). فواقع الحال أن القمع والتعالي الذي يمارسه الأستاذ يخلق لدى الطفل/ة، ومن ثم الشباب، كرهاً شديداً للقراءة بل واحتقاراً ضمنياً لها. ويصل الأمر بالطالب إلى رمي كتبه بعد كل نهاية عام دراسي قاطعاً علاقته بكل قراءة.
ورغم أن الدراسات وجهت إلى أن عصر التكنولوجيا أضعف القراءة كما الفقر، إلا أن هذه الذرائع ليست كافية، فعصر التكنولوجيا حول الكتاب إلى مادة رقمية بات الذين يقرؤون يستخدمونها في العالم. فعمق المشكلة هو في الاستبداد والتلقين…الخ الذي يملأ مناهجنا، وينتشر في عقول الأساتذة وسلوكهم ما يدفع إلى مقت الثقافة.
والحل هو بمعالجة جيل وأكثر من الأساتذة وأجيال من الطلاب. باحترام العقول وتعليم الجميع أن الثقافة والعلم والمعرفة الذين لا ينتشرون بالحب والفهم (لا التلقين) وباحترام العقول و تعزيز الكرامات الشخصية والإنسانيّة، لا يمكن أن يؤسسوا لمجتمع مثقف.

5.jpg

فبحسب تقرير التنمية البشرية الصادر عن اليونيسكو، كان كل 80 عربياً يقرأ كتاباً واحداً، بينما كان المواطن الأوروبي يقرأ 35 كتاباً في السنة، العربي يقرأ بمعدل 6 دقائق سنوياً، بينما يقرأ الأوروبي بمعدّل 200 ساعة سنوياً. متوسط القراءة عربياً ربع صفحة للفرد سنوياً بينما تصل معدلات القراءة في أميركا إلى 11 كتاباً للفرد سنوياً وفي بريطانيا إلى سبعة كتب.
وأنتجت الدول العربية 6500 كتاب عام 1991، بالمقارنة مع 102000 كتاب في أميركا الشمالية، و42000 كتاب في أميركا اللاتينية والكاريبي. (نضيف إلى ذلك أنه عام 2003م صدر في الولايات المتحدة وحدها 163 ألف كتاب مطبوع, وكان دخل النشر أكبر من دخل صناعة الفيدوهات وهوليود (وسائل الإعلام والمجتمع).
عدد كتب الثقافة العامة التي تنشر سنوياً في العالم العربي لا يتجاوز الـ5000 عنوان. أما في أميريكا، على سبيل المثال، فيصدر سنوياً نحو 300 ألف كتاب.
الكتاب العربي لا يطبع منه إلا ألف أو ألفان، وفي حالات نادرة تصل إلى 5 آلاف، بينما تتجاوز النسخ المطبوعة لكل كتاب في الغرب 50 ألف نسخة، وقد يصل إلى أكثر من هذا العدد.
وتصل نسبة ترجمة الكتب في الوطن العربي إلى 20% من الكتب التي يتم ترجمتها في اليونان مثلاً.
وفي النصف الأول من ثمانينيات القرن العشرين، كان متوسط الكتب المترجمة لكل مليون مواطن، على مدى خمس سنوات، هو 4.4 كتب (أقل من كتاب لكل مليون عربي في السنة)، في حين أنه في هنغاريا كان الرقم 519 كتاباً لكل مليون، وفي إسبانيا 920 كتاباً لكل مليون.
هذه الأرقام تعزّز واقع عقدة القراءة التي انتشرت في بلداننا.
ما لاحظته شخصيّاً أن غالبية السوريين والعرب الذين طلبوا كتابي الأخير بإلحاح هم من المقيمين في الخارج الذين تخلّقوا بأخلاق الغربيين الذين في كل مكان يجلسون يكون صديقهم حتى اللحظة الكتاب الورقي لا الكمبيوتري. لأن الثقافة هي صديق الإنسان الذي لم يتعرّض لعقدة الأستاذ.

آخر الأخبار
مياه الشرب منكهة بطعمة بالصرف الصحي في المزة 86  القيمة السوقية تتخطى حاجز الـ 2 مليار دولار  " التجاري " يسهّل إيداع الأموال في المنافذ الحدودية بالقطع الأجنبي  الشيباني يبحث مع نظيره النرويجي في أوسلو قضايا مشتركة المرفأ الجاف في حسياء الصناعية يدعم تنافسية الاستثمار فعاليات مجتمعية بطرطوس لمواجهة التلوث بالمواد البلاستيكية  معهد واشنطن: العنف الطائفي مرشّح للتصاعد ما لم تتحقق العدالة الانتقالية في سوريا باخرة تؤم مرفأ طرطوس محملة بـ 40 الف طن زيت نخيل لبنان: التنسيق مع دمشق والمنظمات الدولية لإطلاق خطة عودة النازحين السوريين تجميل وصيانة للمرافق في وسط دمشق.. وأحياء خارج دائرة الاهتمام "صحة حلب".. نقل مرضى الأمراض النفسية إلى مركز متخصص العدالة الانتقالية بين المفهوم العام ومطالب الشعب في سوريا  نشاط دبلوماسي سوري مكثف على هامش منتدى أوسلو للسلام فريق طوارئ لدرء مخاطر الكوليرا في درعا نظافة حلب في صيف ملتهب.. تهديد لصحة الإنسان والبيئة   الدراجات النارية.. الموت المتحرك   خطر يهدد الأمن المروري وضجيج متواصل.  مقبرة جديدة في ريف حماة توثق إجرام نظام الأسد المخلوع مرسوم رئاسي بمنح كل مزارع يسلم قمحه إلى مؤسسة الحبوب مكافأة قدرها 130 دولاراً عن كل طن الجامعة العربية: فرض خمس دول عقوبات على وزيرين إسرائيليين خطوة مهمة للمحاسبة  سقط الطاغية.. وقوانينه تُكمل ظلمه..!  بين يَدَيْ وزارة التعليم العالي