عودة مئات العائلات المهجرة إلى منازلها في منطقة اليرموك بدمشق.. عبد المجيد: إجراءات العودة تهدف لحماية أملاك المدنيين
الثورة أون لاين:
في إطار الجهود المبذولة لإعادة المهجرين إلى بلداتهم ومدنهم وتطهيرها من مخلفات الإرهابيين والعمل على إعادة الخدمات إليها عاد إلى منطقة اليرموك في دمشق آلاف المهجرين الفلسطينيين والسوريين بعد التأكد من السلامة الإنشائية لمنازلهم وإعادة تأهيلها من الأضرار التي لحقت بها جراء اعتداءات الإرهابيين.
وتعرضت منطقة اليرموك “مخيم اليرموك” لدمار كبير نتيجة إرهاب تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” اللذين استهدفا المستشفيات والمدارس والثانويات الحكومية ومدارس الأونروا إضافة إلى منازل اللاجئين الفلسطينيين والمواطنين السوريين الذين كانوا يعيشون جنباً إلى جنب في المخيم الذي أنشئ عام 1957 كرمز لحق العودة.
الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني خالد عبد المجيد في تصريح من داخل المخيم لمندوب سانا يشير إلى أنه بعد تحرير المخيم وتهيئة جميع الظروف لعودة الأهالي من فلسطينيين وسوريين إلى منازلهم بدأت الإجراءات تأخذ طريقها من أجل حماية أملاك المدنيين وعدم المساس بها مبيناً أنه على كل عائلة تقديم الأوراق التي تثبت ملكيتها للمنزل ليصار إلى البدء بترميمه وذلك بعد التأكد من نتيجة الكشف الإنشائي بصلاحيته للسكن.
ويلفت عبد المجيد إلى عودة نحو 700 عائلة حتى الآن بينهم مئات الطلاب حيث يتم تأمينهم بمواصلات إلى المدارس في الأحياء المجاورة بالتوازي مع منح تسهيلات على صعيد البنية التحتية والورشات الخدمية التي تعمل على تأهيل شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي بالسرعة الممكنة مشيراً إلى أهمية وضرورة مساهمة وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين والفصائل الفلسطينية في تأهيل المدارس والمراكز الصحية المدمرة جراء الإرهاب.
ويبين عبد المجيد أن “تدمير الإرهابيين للبنى التحتية في مخيم اليرموك وغيره من المخيمات الفلسطينية لا يمكن فصله عن المسار الدولي الذي يجري العمل عليه لتصفية القضية الفلسطينية عبر مسح الذاكرة الفلسطينية التي تمثلها المخيمات الفلسطينية في سورية” معتبراً أن عودة الأهالي إلى المخيم لها رمزية كبيرة في ظل الظروف التي تواجهها القضية الفلسطينية والانتصار الذي تحقق في معركة “سيف القدس” الذي يتكامل مع عودة الأهالي إلى اليرموك وتمسكهم بحق العودة إلى فلسطين ونهج المقاومة.
ويشير عبد المجيد إلى أن ما عجز العدو الإسرائيلي عن تحقيقه خلال العقود الماضية تكفلت به التنظيمات الإرهابية التي تتلقى الدعم العسكري والاستخباراتي منه وعلى رأسها تنظيماً جبهة النصرة و”داعش” الإرهابيان إلى أن وصل هذا الدعم إلى حد التدخل المباشر ومساندة هذه التنظيمات المنهارة أمام ضربات الجيش العربي السوري في مختلف المناطق.
وفي إطار الجهود الكبيرة المبذولة لعودة الأهالي المهجرين والاستقرار في منازلهم ذكر متعهد المياه في المخيم المهندس عبد الهادي راجح أنه تم إنجاز مرحلة إعادة تأهيل خطوط الشبكة والبدء بربطها بشبكة المياه الرئيسية المرتبطة بنبع الفيجة بدءاً من مدخل اليرموك حتى شارع المدارس باتجاه شارع صفد لتزويد الأهالي الذين عادوا إلى منازلهم بمياه الشرب باعتبارها العامل الأساسي لاستقرارهم.
ويبين أن العمل مستمر لتأهيل خطوط شبكة المياه الفرعية بالحارات ويتم العمل على حجز المياه عن الكتل السكنية غير المأهولة لحين عودة سكانها مشيراً إلى أن الورشات ستقوم بصيانة خطوط شبكة المياه في الكتل السكنية في شارع عين غزال وجامع عمر بن الخطاب خلال المرحلة القادمة.
وكانت محافظة دمشق أنجزت في وقت سابق تأهيل محطة ضخ المياه الكائنة في شارع الثلاثين مع تجهيز 13 بئراً للضخ وإزالة الأنقاض والأتربة من الشوارع الرئيسة والفرعية وتأهيل شبكة الصرف الصحي والتأكد من صلاحيتها.
كاميرا سانا جالت في عدد من شوارع منطقة اليرموك والتقت عدداً من الأهالي الذين يقومون بتأهيل منازلهم حيث يقول هاني عمر حسن من بلدة الناصرة: “عدنا إلى منازلنا بعد أن تم تطهيرها من مخلفات الإرهابيين وإدخال جميع المستلزمات من مواد بناء وغيرها دون أي معوقات وباشرنا أعمال ترميم ما تم تدميره على يد التنظيمات الإرهابية” داعياً الأهالي إلى العودة وتأهيل منازلهم بالتوازي مع الجهود المكثفة للجهات الخدمية المعنية لتأهيل البنى التحتية من شبكات صرف صحي ومياه وكهرباء.
طالب محمد كنعان من قضاء صفد يشرح لنا معاناته بعد تهجير لسنوات بفعل التنظيمات الإرهابية والتنقل من منزل إلى آخر فضلاً عن ارتفاع إيجار المنازل مؤكداً أنه بعد عيد الأضحى سيعود وأسرته إلى منزله بعد أن أنجز صيانة شبكة الكهرباء والصحية وتركيب الأبواب والنوافذ التي خربتها وسرقتها التنظيمات الإرهابية موجهاً الشكر للجهات المعنية على تقديمها جميع التسهيلات من أجل عودة الأهالي إلى منطقة اليرموك.
بدوره دعا محمد قطان من مدينة الخليل الذي عاد إلى منزله في منطقة اليرموك المجتمع الأهلي إلى مساعدة الجهات المعنية لإعادة تأهيل البنى التحتية ولا سيما في ظل الحصار الاقتصادي الجائر على سورية لافتاً إلى أن الفلسطينيين عاشوا داخل اليرموك عائلة واحدة وحاول الإرهاب وداعموه بث التفرقة بين الشعبين إلا أنهم فشلوا بذلك.
وتشير هاجر العمر من سكان اليرموك إلى أن إجراءات عودة المهجرين إلى المخيم ميسرة وأنها تعمل وأخوتها على ترميم وصيانة منازلهم وإدخال المواد الإنشائية اللازمة أسوةً بالعديد من الجيران الذين عادوا إلى منازلهم.
وتصل مساحة منطقة اليرموك إلى 220 هكتاراً وتبدأ من دوار البطيخة وتشير الدراسات والكشوف الإنشائية إلى أن نحو 40 بالمئة من منازله صالحة للسكن في حين يحتاج 40 بالمئة منها لأعمال ترميم وتدعيم أما الباقي فقد تضرر بشكل كامل من جرائم الإرهابيين ويجب إزالته.