الثورة أون لاين – فؤاد الوادي:
في السادس عشر من تموز عام 2014 ألقى السيد الرئيس بشار الأسد خطاباً هاماً بعيد أدائه القسم الدستوري رئيساً للجمهورية العربية السورية في ذلك الوقت، وقد كان الخطاب بعنوانه العريض برنامج عمل واستنهاض لكل منظومة الدولة من أجل مواجهة الإرهاب والتصدي له، فكان للرئيس الأسد ما أراد وتحققت الخطة بحذافيرها، حيث سورية اليوم بمعظمها متعافية وآمنة وعلى مقربة من دحر الإرهاب عن كل أرضها.
لطالما قلنا إن الأحداث تكتسب أهميتها بالمعنى الاستراتيجي من ارتداداتها وتداعياتها على الواقع وبمدى قدرتها على التأثير في تفاصيل وعناوين المشهد، دون النظر إلى العامل الزمني رغم أهمية تحديده وربطه بمواعيد ثابتة ومحددة، ذلك أن المفهوم الاستراتيجي لأي حدث لا يرتبط بالعامل الزمني أو بالأهداف الواضحة التي يراها الآخرون أو التي تُشاهد بالعيان، بل يتجاوز ذلك إلى خارج الإطار الزمني للتأثير الآني أو المباشر أو المرئي، فما وراء الاستراتيجي دائماً قوة دافعة ومؤثرة تبدأ مع بدء ارتدادات الحدث في تفاصيل وعناوين المشهد على الأرض.
في كل خطابات وكلمات الرئيس الأسد، لاسيما خطاب القسم قبل يومين، كان الملاحظ والثابت دوماً ترسيخ مفهوم المعنى الاستراتيجي بكل أبعاده وامتداداته ومساحاته، بدءا من شموليته التي تناولت كل التفاصيل المتشعبة والمعقدة والشائكة، وليس انتهاء برؤيته العميقة والبعيدة التي حللت وشخصت الواقع بناء على استحضار بعض من مجريات الأحداث وصيرورتها وتطوراتها خلال العشر سنوات الماضية وإلى ما آلت إليه حتى اللحظة، مع ما يضاف إلى ذلك من بصيرة ثاقبة واستشفاف وتجليات للمرحلة القادمة بناء على جملة من القواعد الصلبة التي يجب على السوريين جميعا أن يبنوها ويرسخوها جيداً حتى يتمكنوا من تحقيق طموحاتهم وأهدافهم خلال المرحلة المقبلة، وهذا كله ضمن سياق الأمل بالعمل، أي لا شيء يمكن تحقيقه إلا بالتكاتف والعمل والجهد الدؤوب مع الحفاظ على الثوابت والقيم والأخلاق والمسلمات والتشبث بها لأنها أساس النهوض والازدهار والتقدم.
كل ما جاء في خطاب القسم هو هام ومهم جداً ولا يمكن الإحاطة بهذه الأهمية مهما كتبنا وتوسعنا في الحديث، ولعل هذا ما أظهرته ردود الفعل العربية والأجنبية على الخطاب والتي أجمعت على أن خطاب القسم كان جامعاً لكل العناوين والمحاور والتفاصيل الحاضرة والمستقبلية التي تستهدف خطة علاج وتعاف متكاملة للنهوض بالوطن، لكن ما يجب أن نخلص إليه أن الرئيس الأسد قد رسم وحدد بحكمة القائد الكبير والشجاع الذي لم ينحن لكل رياح الاستهداف العاتية، قد رسم خطة عمل شاملة ومتكاملة لكل منظومة الدولة بهدف الانطلاقة الصحيحة والواثقة التي يجب أن تُؤسس على ذات البنيان الذي قوامه الصمود والإرادة الحية والوعي والانتماء الوطني، وهذا ليس صعباً على الشعب السوري الذي حدد هو الأخر خياراته وأقسم على الصمود والتضحية وبذل الغالي والنفيس.