الثورة أون لاين- هراير جوانيان:
وأخيراً، سيبصر النسخة الـ 29 من دورة الألعاب الأولمبية المقررة في العاصمة اليابانية طوكيو النور اليوم الجمعة والتي تستمر حتى 8 آب المقبل، بعد تأجيل تاريخي من العام الماضي بسبب فيروس كورونا، ثم جدلية مستمرّة حيال إقامته أو إلغائه، لينطلق وسط قيود مشدّدة لتفادي تفشي كوفيد-19 وحظر جماهيري أجنبي ومحلي.
على الملعب الأولمبي الذي استضاف ألعاب 1964 وأعيد بناؤه ليتسع لـ68 ألف متفرج، سيحضر ألف شخص فقط من المدعوين، حفل افتتاح كانت المدن تتنافس في ما مضى لجعله الأكثر إثارة في تاريخ الألعاب المقامة مرّة كل أربع سنوات.
وسيكون حفل الافتتاح المقرر الساعة الثانية ظهراً بتوقيت دمشق بحضور الإمبراطور ناروهيتو، مناسبة لتكريم ضحايا كارثة فوكوشيما النووية في آذار 2011، إثر زلزال مدمّر بقوة 9 درجات قبالة الساحل الشمالي الشرقي وتسونامي هائل أدى إلى انصهار نووي وتلويث المناطق المجاورة بالإشعاع.
وبعدما تأجلت في آذار 2020 لمدة سنة، تضمّنت رحلة الألعاب قائمة طويلة من التعقيدات، هدّدتها في بعض الأحيان من أن تصبح أول ألعاب حديثة بعد الحرب يتم إلغاؤها. حينها، أمل المسؤولون اليابانيون أن تكون دليلاً على انتصار البشرية على الفيروس.
لكن تصاعد حدّة كورونا عالمياً وظهور المزيد من المتحوّرات المعدية، خفّض حدّة النغمة المنتصرة وأثار معارضة متزايدة داخل البلاد.
ومع تفكيك (اللغم) تلو الآخر، حان وقت الاحتفال، ولو أن الألعاب ستكون منقوصة من أبرز مكوّناتها، أي الجماهير الغائبة عن مدرجات أنفق اليابانيون الغالي والنفيس لبنائها أو تجديدها.
وفيما يُتوقع أن يكون هذا الأولمبياد نسخة باهتة عن الاحتفالات السابقة، يحاول المنظمون التعويض على المشاهدين بالاعتماد على تكنولوجيات بث وابتكارات متطوّرة ليتمكنوا من عيش الحدث.
أنشأت شركة (خدمات البث الأولمبية) تسجيلات صوتية من ضوضاء الجماهير في الألعاب السابقة لتتكيف مع كل رياضة، وسيتم بثها في أماكن المنافسات.
وسيتمكّن الرياضيون أيضاً من تلقي التشجيع من خلال شاشات عرض لمشاهد فيديو (سيلفي) مرسلة من كل أنحاء العالم، والتواصل عن طريق الفيديو مع أحبائهم بمجرد انتهاء مسابقاتهم.
ورغم التدابير القاسية المتخذة قبل وصول المشاركين في الأولمبياد، على غرار الخضوع لعدة فحوص (PCR) وتنزيل تطبيقات تتبع ومراقبة صحية أبرزها (أوتشا)، ظهرت بعض الإصابات لدى الرياضيين وإداريي البعثات في الأيام التي سبقت حفل الافتتاح.
ولتجنّب ارتفاع عدد الاصابات، فرض المنظمون حظراً على المعانقة أو المصافحة خلال الاحتفالات بتحقيق النصر.ويتعيّن عليهم ارتداء الكمامات طوال الوقت باستثناء فترة تناول الطعام، النوم أو التنافس، ويسمح لهم فقط بالتنقل بين القرية الأولمبية وباقي المنشآت الرياضية.
افتتاح الأولمبياد في 5 معلومات
في البداية دائماً يكون السؤال المعتاد متى موعد الحفل، والجواب إنه ينطلق في الساعة الثامنة مساءً بتوقيت طوكيو (الساعة الثانية ظهراً بتوقيت دمشق)، ولعل الولايات المتحدة أكثر من يتأثر بإقامة المنافسات الأولمبية في شرق آسيا، بالنظر إلى اهتمام المشاهدين هناك بهذا الحدث، حيث ينطلق الحفل الساعة السابعة صباحاً بتوقيت الساحل الشرقي، والرابعة صباحاً بتوقيت الساحل الغربي، وهو ما جعل القناة الناقلة تقرر إعادة عرضه مجدداً في الساعة السابعة والنصف مساءً، ثم مرة أخرى الساعة 12,35 بعد منتصف الليل، لجعل الجميع يحظى بفرصة المشاهدة.
المعلومة الثانية تتمحور حول ترتيب الدول التي تدخل خلال الحفل، وهي اللحظة التي ينتظرها الجميع لرؤية بعثة بلادهم، ويتم استخدام الحروف الأبجدية اليابانية، لتكون بعثة الإمارات، الأولى عربياً التي تدخل خلال مراسم الحفل والثامنة إجمالاً، تليها الجزائر التاسعة إجمالا، أما بعثتنا فترتيبها 82 إجمالاً و12 عربياً مروراً ببقية الدول، حيث يظهر في الحفل أكثر من 11 ألف رياضي يمثلون 203 دول.
المعلومة الثالثة، هو مكان إقامة الحفل، حيث يقام في الاستاد الوطني الجديد في طوكيو، والذي تبلغ تكلفة إنشائه 1,5 مليار دولار، وصممه المهندس الياباني كينجو كوما، وبسبب حالة الطوارئ المفروضة جراء فيروس كورونا، فإن الحضور يقتصر على كبار الشخصيات والدبلوماسيين والرعاة فقط.
المعلومة الرابعة، أن المدير الإبداعي الإيطالي ماركو باليش سيكون المنتج التنفيذي لحفل افتتاح ألعاب طوكيو، بالتعاون مع شركة يابانية محلية، وهو الذي سبق أن شارك في إنتاج حفل الافتتاح للألعاب الأولمبية الصيفية 2016 والألعاب الأولمبية الشتوية 2006 و2014.
المعلومة الخامسة، هي ما يشمله الحفل، حيث تتاح الفرصة دائماً للدولة المضيفة بعرض تاريخها وثقافتها، إلى جانب العروض الأخرى بمشاركة الآلاف من فناني الأداء الذين يرتدون أزياءً خاصة، لتقديم قطع متقنة وموسيقى مذهلة، وظهور مشاهير يابانيين في فقرات خاصة،
يذكر أن حفل الافتتاح يشكل جزءاً لا يتجزأ من كل دورة أولمبية منذ أن أقيمت الألعاب الحديثة الأولى في أثينا عام 1896.
من سيكون نجم الأولمبياد؟
احتكر السبّاح الأميركي مايكل فيلبس (23 ذهبية) وعدّاء المسافات القصيرة الجامايكي أوساين بولت (8 ذهبيات) النجومية في النسخ الثلاث الأخيرة في بكين 2008، لندن 2012 وريو 2016.
لكن مع اعتزال العملاقين، تبدو الساحة خالية لطامحين في التربّع على عرش الأولمبياد.
في طوكيو، يأمل الأميركي كايليب دريسل أن يصبح رابع سباح في التاريخ يحرز 7 ذهبيات في نسخة واحدة.
دريسل (24 عاما) كان قد أحرز ذهبيتين في ريو 2016، لكنه حقق تطوراً رهيباً في السنوات الأخيرة، وتوّج 13 مرة في بطولة في العالم منذ 2017.
وتستعدّ مواطنته كايتي ليديكي، حاملة 5 ذهبيات، للغوص في الأحواض مع مهمة تحقيق رباعية تاريخية في سباقات 200 و400 و800 و1500 م.
وتأمل لاعبة الجمباز الأميركية سيمون بايلز في معادلة الرقم القياسي للسوفياتية لاريسا لاتينينا باحراز تسعة ذهبيات أولمبية.
وبعد تحطيمه هذا الشهر رقماً قياسياً صامداً منذ 1992 في 400 م حواجز، تتركز الأضواء على النرويجي كارستن فارهولم، ومثله فعلت الأميركية الشابة سيدني ماكلافلين في المسافة عينها عندما تفوّقت على مواطنتها دليلة محمد.
وبعدما فرض نفسه ملكاً لمسابقة الوثب بالزانة وتحطيم الرقم العالمي، يستعد السويدي أرمان (موندو) دوبلانتيس لتذوق طعم الذهب بعمر الحادية والعشرين.
وينتظر سباق 10 آلاف م لدى السيدات، منافسة طاحنة بين الأثيوبية ليتيسينبيت غيدي والهولندية سيفان حسن، بعد تحطيمهما الرقم العالمي في غضون يومين.
ومن الرياضيين المنتظرين في طوكيو، المصنف أول عالمياً في التنس الصربي نوفاك دجوكوفيتش، لاعب كرة السلة الأميركي كيفن دورانت والسباح البريطاني آدم بيتي.
ولدى العرب، يحلم القطري معتز عيسى برشم بذهبية أولمبية أولى في الوثب العالي، بعد برونزية 2012 وفضية 2016، يضيفها إلى لقبيه في مونديالي 2017 و2019.
ويُعدّ المغربي سفيان البقالي من أبرز المرشحين في سباق 3 آلاف م موانع، فيما يعوّل المصريون كثيراً على لاعبة التايكواندو هداية ملاك، وتأمل التونسية أنس جابر بمنح ذهبية تاريخية لتونس في التنس بعد بلوغها ربع نهائي بطولة ويمبلدون.