الثورة أون لاين – ريم صالح:
إلى أين يريد أن يصل نظام الانتهازية التركي بحماقاته هذه التي يرتكبها عن سابق تصميم وتعمد بحق السوريين في الشمال السوري؟ أليست ممارساته الدونية بقطع المياه لتعطيش أهالي الحسكة واستخدامها كسلاح ضد المدنيين السوريين الذين رفضوا الانصياع لسياساته التتريكية جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية؟.
ثم أين الأمم المتحدة والهيئات الدولية عن كل ما يكابده مليون سوري في المحافظة وريفها الغربي ولأكثر من شهر بسبب ممارسات هذا النظام الاحتلالي؟، بل أين ضمائر مدعي الإنسانية الهوليودية، وأصحاب العنتريات الغربية الجوفاء الذين يحشرون أنفهم في كل شاردة وواردة تخص السوريين، ويسارعون إلى عقد الاجتماعات التآمرية، ويتسابقون لمنح الهبات والمساعدات لإرهابييهم في الجحور، والأنفاق، وممثليهم في فنادق الخمس نجوم؟.
أين الضمائر الحية “إن وجدت أصلاً”، ألا يعني أحد في المعمورة كلها ما تتناقله شاشات التلفزة، وما تقدمه نشرات الأخبار من مشاهد الأطفال والنساء والشيوخ في الشمال السوري، وهم يموتون عطشاً، ويستغيثون، ويطالبون تدخلاً يلجم المجرم أردوغان، ويلزمه بأن يكف عدوانه المارق على السوريين؟.
هي المرة الخامسة والعشرين على التوالي التي يوعز فيها الإرهابي أردوغان لقوات احتلاله، وتنظيماته الإرهابية العميلة بقطع المياه عن أهالي الحسكة، منذ احتلاله أراضٍ في المحافظة، وكل هذا يتم على مرأى العالم كله ومسمعه، ولكننا لا نستغرب ما يصدر عن رئيس نظام اللصوصية التركي من تصرفات تنم عن دونية أخلاقية وإنسانية وبشرية وسماوية، فهو بشكل أو بآخر يريد الأراضي التي احتلها بلا سوريين، وبحكم أن من شب على شيء شاب عليه، فإن من أباد الأرمن، واستسهل منظر القتل والدم، من الطبيعي أن يمعن في قتل السوريين، وإن لم يكن بسيوفه التكفيرية الملتحية، فبسلاح التعطيش القذر.
ولكننا لا نجافي الحقيقة إذا قلنا إن أردوغان في ذلك كله لم يكن ليقوم بما يفعله في الحسكة حالياً، لولا أنه حصل على الضوء الأخضر الأميركي، وربما الأوامر أتت من البيت الأبيض أصلاً، لا سيما إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن أردوغان مجرد ذراع يحركها الكاوبوي الأميركي كيفما شاء، ويتحرك بالتالي وفق خط ترسمه له الـ”سي آي إيه” سلفاً.
السوريون صمدوا رغم “قيصر” غير الشرعي، وغير القانوني، فكانت الخطوة اللاحقة بحسب ما ارتأى نظام البلطجة الأميركي سلاح التعطيش التركي، فمن لم يمت جوعاً من السوريين، عليه أن يموت عطشاً، هكذا تتوهم أميركا، ومن معها، ولكن لا الجوع، ولا العطش، ولا العقوبات الجائرة، ولا العدوان الغاشم، ولا الفبركات الكيماوية، ولا التضليل الهوليودي، ستتمكن من لي ذراع السوريين، أو المس بصمودهم التاريخي، فهم ماضون يداً بيد مع قائدهم الشجاع، ومع جيشهم المغوار على دروب التحرير والتطهير، والمحتلين مهزومون، والنصر كان ولا يزال سوري الهوى، والجنسية، والأرض، والجغرافيا، والانتماء.