الثورة أون لاين – حمص – رفاه الدروبي وسهيلة إسماعيل:
أقيم اليوم في جامعة الحواش الخاصة بحمص حفل توقيع كتاب “سورية وعصبة الأمم” لنائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور بشار الجعفري على هامش اليوم الخامس لفعاليات مهرجان القلعة والوادي بحضور فعاليات رسمية وأدبية ودينية وعدد كبير من المهتمين.
والكتاب من القطع المتوسط ضم بين دفتيه861 صفحة أهداه إلى الملكة زنوبيا والشخصيات الوطنية في الثورة السورية ضد الإستعمار الفرنسي والشهيد خالد الأسعد وأمنا سورية, قسم إلى خمسة فصول والصادر عن دار بستان هشام للنشر.
أهم ما تناوله الكتاب الجديد عن عمل عصبة الأمم وعلاقتها بمنظمة الأمم المتحدة وفشل الأولى وسير الثانية على خطاها ويتضمن الكتاب قراءة معمقة للاقتراب من حقيقة الأحداث التاريخية والتنقيب في ثنايا الأحداث عن إجابات دقيقة تتعلق بتاريخ سورية وربط الماضي بالحاضر إضافة إلى تحديد مجموعة من الأحداث المصيرية في المشرق العربي وخاصة سورية وسلسلة من المؤتمرات والمعاهدات والاتفاقيات التآمرية ضدها.
الدكتور الجعفري تحدث خلال اعتلائه منبر الجامعة فقال: قد تتساءلون عن أسباب تأليفي للكتاب عن عصبة الأمم وسورية خاضت حرباً لمدة عشر سنوات؟ وأردف بأن الكتاب ضمن سلسلة كتب ستصدر تباعاً ويحتل عنوان الكتاب الآخر عن الأزمة في سورية بشكل خاص لافتاً لما عاشته المنطقة ما سمي بربيع عربي مماثل والخطط والمؤامرات لتفكيك سورية الكبرى جغرافياً إلى أربع دول.
كما تابع نائب وزير الخارجية بأن مستوى التحديات والنزاعات والصراعات والحروب لم تتغير خلال التاريخ الماضي المنصرم وباتت الأمم المتحدة تنظر إلى التاريخ نظرة عجيبة وتفسر تاريخنا تفسيرات غير أكاديمية ولا يمكن لأي محلل أن يفهم ما حصل دون الرجوع إلى ما حدث فى عشرينيات القرن الماضي لافتاً إلى حاجة بلادنا لقراءة تاريخنا بشكل أدق وبأن إنجاز الكتاب استغرق أكثر من أربع سنوات من البحث العلمي في الأرشيف منوهاً بأن التاريخ يقرأ بعدة طرق ولا بد من قراءة دقيقه، وتحليلية، ونقدية، وكلما أمعن الباحث في القراءة المجهرية للتاريخ كلما اقترب من مفهوم التاريخ.
ثم انتقل للحديث بأن دولاً أخرى قد امتدت لها أيادٍ تخريبية مؤذية، تركت في جسدها جروحاً غائرة وندوباً شوهت حاضرها، لكن قلة من الدول مرت بما مرت به سورية من غدر الزمان والمكان، ما يجعلها حالة دراسية مميزة تستدعي إعادة قراءة الأحداث الجسام الملمة بها، واعتبر أن عشرية التآمر البريطاني- الفرنسي على سورية عشية الحرب العالمية الأولى في العام 1914 وحتى منح مؤتمر سان ريمو في العام 1920 الانتداب على كل من سورية ولبنان.
و بين في تصريح للإعلاميين بأن الكتاب ليس مراجعة تاريخية وإنما دعوة لكل المهتمين بالشأن السوري وبتاريخه الوطني لإعادة قراءة للتاريخ أولاً وكتابة مذكرات التاريخ لمرحلة بمنتهى الأهمية تتضمن المئة سنة الأخيرة لأنها شهدت تجربتين مميزتين وهما إنشاء عصبة الأمم ومنظمة الأمم المتحدة وكلا التجربتين جزء من تاريخ سورية بنسب. مشيراً إلى أن ما نعيشه في الوقت الراهن من تاريخ وجغرافية سياسية يعدان نتيجة وثمرة للتلاعب السياسي الحاصل في الفترة ذاتها والوقت مناسب في أيامنا الحالية
لإعادة دراسة تاريخ سورية وتساءل لماذا تم استبعادها من عصبة الأمم بصفتها دولة منتصرة؟ ولماذا لم يتم اعتمادها كدولة منتصرة في الحرب وكان شرط كل من حضر المؤتمر كي نكون من المنتصرين على الدولة العثمانية؟ فالتآمر عليها كان من الفترة نفسها ولم يغير شيئاً كان الأوربيون سبباً في الحربيين العالميتين الأولى والثانية فمؤتمر فيرساي كان حاملاً معه طموحات بالاستقلال وبحق الحصول على المصير فقد تآمروا حتى عليه. لافتاً إلى أن الأميركي تآمر على الصين والدول الإفريقية وأن ما يحصل اليوم إعادة دراسة التاريخ والوقوف على الأرشيف المدفون لديهم لنعرف ما يحصل لدينا لأنه نتيجة للفترة الماضية متابعاً عدم استغرب البعض بأننا عدنا للوراء لفترة عصبة الأمم المتحدة وما جرى في فترتها نعيش الآن مفرزاته السياسية والجيو سياسية.