الثورة أون لاين _ فؤاد مسعد:
الأول من آب عيد الجيش العربي السوري درع الوطن وحصنه الحصين الذي سطر عبر الزمن بطولات وتضحيات وملاحم انتصارات سجلها التاريخ ، عهد بواسله الشجاعة في ساحات الوغى متسلحين بإرادة صلبة تحت راية اللحمة الوطنية والتلاحم الشعبي وهمهم الذود عن وطنهم وأرضهم وسعيهم للشهادة المكللة بالغار ليكونوا قرابين تقدم على مذبح الاستقلال والكرامة والسيادة الوطنية.. هذه الصورة النبيلة التي يقدمها الجندي السوري دأبت الدراما على تناولها ضمن أعمال فنية حاكت معاني خالدة مُتجددة من البطولة والشهادة والإباء وحملت قيماً وطنية كبيرة راصدة الكثير من المواقف البطولية ، مظهرة صفات الجندي السوري الذي يحمل بين ضلوعه عقيدته مؤمناً بمبادئه ورسالة وجوده ، فهو من يصنع الفعل ومن يقول كلمة الحسم في أرض المعركة .
عديدة هي الأعمال الدرامية التلفزيونية التي تحدثت عن بطولات الجيش العربي السوري مجسدة مواقف وأفكاراً ماتزال حاضرة في الذاكرة ، تروي قصص شجاعة المقاتلين على الجبهة للدفاع عن الوطن وهم لا يأبهون للثمن حتى إن كان حياتهم ، فجاءت مفعمة بالروح نابضة بالحياة ، تناولت حكايات إنسانية ظهر فيها المزج ما بين الخط السياسي والعسكري والإنساني كما طعّمت بمشاهد توثيقية تظهر بطولات الجيش العربي السوري وقدراته القتالية ، هذه الصورة العامة عكستها مجريات أعمال قدمت عبر سنوات متفرقة وصولاً إلى انتصارات الجيش الأخيرة على قوى الإرهاب .
وكثيراً ما برزت عبر هذه الأعمال فكرة أن الجيش والشعب كتلة واحدة ، ففي لحظة قد تجد مواطناً يتحول إلى جندي يدافع عن بلده كما في تمثيلية (عواء الذئب) إنتاج 1974 إخراج شكيب غنام وتأليف خالد حمدي الأيوبي والتي تحول فيها رجل مطلوب للعدالة يختبئ بالجبال إلى مناضل يقوم بأسر طيار اسرائيلي سقطت طائرته بصاروخ أطلقه سلاح الطيران السوري ، وعلى خلفية هذه الأحداث كان صوت المذياع الذي أرّق مسامع الطيار الصهيوني ببث أخبار الانتصارات المدوية للجيش العربي السوري ، وفي عام 1975 قُدمت تمثيلية (العريس) إخراج شكيب غنام وتناولت حكاية شاب يستشهد فيرفض والده إقامة عزاء ويقيم له عرساً لأنه شهيد. وفي (حكاية من تشرين) نص عدنان حبال وإخراج هاني الروماني عام 1979 يتم رصد الانتصارات التي تم تحقيقها على الجبهتين السورية والمصرية. وترصد تمثيلية (الولادة الجديدة) إخراج غسان باخوس وتأليف إلياس ابراهيم وإنتاج عام 1984 كيف يرمي الناس أحقادهم ويتوحدون للذود عن الوطن فرغم الخلافات بين عائلتي شابين يذهبان إلى الجبهة (رشيد عساف وعبد الفتاح المزين) إلا أنهما يقاتلان جنباً إلى جنب وعندما يصاب أحدهما يسعفه الآخر ، ما يعكس الروح الأصيلة للجنود البواسل . وفي عام 1990 تم إنجاز (سهرة من تشرين) وكانت مؤلفة من خمس سهرات تلفزيونية بإشراف المخرج شكيب غنام . ولدى الحديث عن المسلسلات فقد أضاء عدد منها على بطولات الجيش السوري ، ومنها مسلسل (رجال الحسم) تأليف فايز بشير وإخراج نجدة أنزور ، ومسلسل (تحت سماء الوطن) إنتاج مؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي (2013) وإخراج نجدة أنزور والذي قدم في عدد من حلقاته إضاءة عما يقوم به الجندي السوري في الحرب الشرسة التي شنت على سورية .
كما عُرضت مؤخراً سلسلة درامية توثيقية بعنوان (لأنها بلادي) وجاءت بمثابة ملحمة إنسانية معشّقة بالحب الخالص والنقي للوطن ، وهي من إخراج نجدة أنزور وتأليف محمود عبد الكريم وإنتاج وزارة الإعلام – المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي ، وتم خلالها تقديم ست حكايات مستقاة من الواقع تحمل من البطولة الكثير ومن العمق الإنساني والروحي الكثير حيث مُزج فيها الواقع بحرارته مع لحظات إنسانية وأحداث مشوقة ، تحكي عن بواسل شجعان لا يهابون الموت يندفعون إلى الاستشهاد بإيمان أن دمهم سيكون وقوداً للحرية والكرامة وناراً تحرق من أراد بسورية الشر ، هي بطولات سيكتبها التاريخ بأحرف من نور وتضحيات ثمنها دم غالٍ لرجال استرخصوا حياتهم أمام عزة الوطن ومنعته ، إنهم جنود الجيش العربي السوري . وضمن هذا الإطار لابد من الإشارة إلى فيلمين سينمائيين تصدت لإنتاجهما وزارة الإعلام – مديرية الإنتاج التلفزيوني في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ، وهما فيلم (لآخر العمر) إخراج باسل الخطيب وتأليف سامر محمد اسماعيل وفيلم (أنت جريح) إخراج ناجي طعمي وتأليف قمر الزمان علوش.