الملحق الثقافي:حبيب الإبراهيم:
يرافقون الشّمس في حلّها وترحالها.. جباههم منبعُ الضياء، قاماتهم سياج الوطن المنيع.. بدمائهم الطاهرة يحمون ترابه، ويرفعون راياته..
إنهم حماة الديار، حماة الأرض والعرض.. رجالُ الشّمس الأوفياء لقسمهم الذي عاهدوا فيه الوطن، على أن يبذلوا الغالي والرخيص دفاعاً عن سيادته وأمنه واستقراره.. أقسموا أن يحموا حدوده، برّاً وبحراً وجوّاً، كي تبقى راياته عالية خفّاقة..
لأنهم حماة الديار، درعُ الوطن الحصين، وحرّاس فجره وكرامته، يمضون في كلِّ الميادين أسوداً أباة، لا يتردّدون لحظةً واحدة في تنفيذ مهامهم وواجباتهم، وهم أكثر يقيناً بالنّصر المؤزّر.. قاتلوا واستبسلوا، قاوموا الغزاة والإرهاب، فكانوا عنواناً للبطولة والتضحية والفداء …
في الأوّل من آب، يحتفي رجال الجيش العربي السوريّ، ومعهم أبناء الوطن، بعيد الجيش.. العيدُ الذي أصبح الاحتفاءُ فيه، يوماً تعلو فيه الرايات وتتحقّق الأماني، ومن خلاله نقف افتخاراً وإكباراً، عند عظمة من ضحّى، وبذل الروح والدم، فداءً للوطن وعزّته وكرامته.
إنهم الشهداء.. “أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر”.
هم عنوانُ العطاء بأسمى معانيه، ورمز الطُهر والسموّ، قد رسموا للأجيال القادمة طريق المجد والخلود.. هم المعنى الذي ترتقي المعاني به، والفعل العظيم الذي لايضاهيه فعلٌ، ولايشبه عظمته..
لتضحياتهم العظيمة.. لأرواحهم الطاهرة.. لدمائهم الزكيّة.. تنحني الهامات إجلالاً وإكراماً، مجدّدة العهد على متابعة مسيرة البذل والعطاء.. مسيرة التضحية والفداء .
في عيد الجيش السادس والسبعين، تستمرُّ مسيرة العطاء، مسيرة البطولة، مسيرة الصمود والثبات ودحر الإرهاب والفكر الوهابي الظلاميّ، وتحرير كلّ شبرٍ من تراب سورية الطاهر، بعزيمةِ الأبطال وهمّتهم، التي لا تتوقف عن السعي لعودة الأمن والأمان إلى ربوع الوطن، حيث رايات الحق ترفرف بعزة وشموخ .
لأنهم حماة الديار، خاطبهم السيد الرئيس بشار الأسد، القائد العام للجيش والقوات المسلحة، في ذكرى تأسيس الجيش بقوله :
“يا أبناء قواتنا المسلحة البواسل، بكم نعتزّ ونفتخر، وعلى جباهكم الشمّاء تُعقد رايات النصر.. يا من عاهدتم فصدقتم، وعندما ناداكم الوطن والواجب لبّيتم وأثبتّم، أنكم بحقٍّ حماة الأرض والعرض.. فعلى مدى سنوات هذه الحرب المفروضة على سورية، لم تدَّخروا الغالي والنفيس، في سبيل الدفاع عن الوطن وأبنائه، وسطرتم أروع صور البطولة والفداء، في حربكم على الإرهاب، وفي تصديكم للعدوان، فكنتم أباةً أحراراً ورجالاً ميامين، في صون الأمانة، وأداء الرسالة وتحمّل المسؤوليّة”.
منذ تأسيسه عام 1945وحتى اليوم، خاض الجيش العربي السوريّ، جيش الوطن وحامي استقلاله، معارك البطولة والشرف ضد الغزاة الصهاينة، وقدم قوافل الشهداء وهو أكثر ثقة بأن الوطن، يستحقُّ كلّ التضحيات، فكانت تضحياته مثالاً يُحتذى على مرِّ الأجيال….
اليوم، وعلى مدى الحربِ الكونيّة التي استهدفت سورية، يسطّرُ الجيش العربي السوريّ ملاحم البطولة والفداء، ويهزمُ بعزيمةٍ لا تلين، الإرهاب القادم إلينا من كلّ الأصقاع.. لقد قاتل بإيمانٍ وعقيدةٍ، واستبسل في الدفاع عن الأرض والعرض، وسجّل بأحرفٍ من نور، أسفار البطولة والانتصار .
في عيد الجيش.. في الأول من آب كلّ عام، ننثرُ الرياحين على جباهكم وهاماتكم أيها الأبطال.. ننثر ورود الوطن على بزّاتكم المبرقعة بالشهامة والكرامة.. نكلّلُ هاماتكم بالغار، ونزرع على مدار أسمائكم الحُسنى, رياحين الحياةِ المعطّرة بانتصارٍ تلو انتصار..
بكم ومعكم تستمر مسيرة العطاء، نمضي وإياكم إلى العزة بإرادةٍ استثنائيّة، فتلتقي دروبنا، ودرب المجد واحد، يتلاقى فيه كلّ أبناء العنفوان والكرامة السوريّة.
التاريخ: الثلاثاء3-8-2021
رقم العدد :1057