الثورة أون لاين – ريم صالح:
إذا لم تكن الوطنية هي التعلق بالوطن، وحبه، والإخلاص له، وبذل الغالي والنفيس في سبيله، والتضحية من أجله، حتى يبقى حراً سيداً شامخاً مستقلاً فماذا تكون؟، وإذا لم تكن الوطنية ذاك الشعور القوي الذي يحتل أركانك، ويداعب أحاسيسك في الصميم وبقوة، ونعني هنا شعور الاعتزاز والافتخار بأنك سوري، وهويتك سورية، فماذا تكون؟، بل إذا لم تكن الوطنية هي سعادتك العارمة التي تملأ قلبك عندما تسمع النشيد العربي السوري، أو عندما ترى علم بلادك يرفرف عالياً في السماء، فماذا تكون؟.
مفهوم الوطنية واضح وضوح الشمس، وأن تكون مواطناً سورياً وطنياً فهو أمر من المسلمات التي لا تقبل الشك، أو التأويل، طالما أنك آمنت بكل ما سبق وذكرناه، فشتان ما بين السوري الوطني، وما بين العميل والخائن، أجل شتان بين من وضع مصلحة الوطن نصب عينيه، وجعلها قبلته المصيرية والوجودية، وبين من ارتمى بأحضان الأميركي، أو الإسرائيلي، أو التركي، أو الفرنسي.. الخ، من أجل حفنة من الدولارات، شتان بين من هو على أتم الاستعداد ليهب روحه فداء لسوريته، وبين من وضع يده بيد قتلة السوريين، بل كان هو بالمحصلة واحداً منهم، أي كان ساطوراً مسموماً هدفه الإيغال في دماء السوريين أكثر وأكثر.
ويبقى السؤال إذا ما قارنا بعين المحلل والمتابع الخبير بين مفهوم الوطنية، وبين أولئك القابعين في الفنادق، الذين يدعون زوراً وبهتاناً أنهم ممثلو الشعب السوري، والناطقون باسمه، أولئك الذين يتأرجحون من منبر إقليمي، إلى منبر أممي، وسرعان ما يحزمون حقائبهم، ويحملون جوازات سفرهم، لا ندري الفرنسية، أم البريطانية، أم الأميركية، أم التركية، أو الصهيونية، ليحضروا مؤتمرات التآمر على الدم السوري، وجلسات الهبات لسافكي الدم السوري، أولئك الذين يتوهمون ليل نهار أنهم سيصلون إلى مقاليد الحكم في سورية عبر الأباتشي الأميركية، أو الميركافا الإسرائيلية، أجل إذا ما قارنا بينهم، وبين مفهوم الوطنية، ماذا سنجد غير أنهم ثلة من العملاء والخونة الذين تاجروا بسوريتهم، وهان عليهم شعبهم، وقامروا بسيادة وطنهم، واستقلاله، وسيادة قراره الحر، ووضعوا يدهم بيد أعدائه، وأنهم يستحقون أقسى العقوبات بجرم الخيانة العظمى.
المكتوب يقرأ من عنوانه، وهو حال الكثير من مدعي الوطنية، ممن للأسف يحملون الهويات السورية، فيما هم في حقيقة الأمر مجرد دمى تباع وتشترى في سوق النخاسة الأعرابية، والغربية، همهم الأوحد كيف يملؤون جيوبهم، وأرصدتهم البنكية، وكيف يريدون تحويل السوريين إلى شعب لا حول له ولا قوة، شعب يتحرك وفق الإملاءات الأميركية، والمصالح الإسرائيلية، لا أكثر ولا أقل.
ولكن في سورية قائد وطني بامتياز قادر أن يدير دفة البلاد، ويرسو بها على بر الأمان، وفيها جيش عقائدي قومي عاهد الوطن والمواطنين ألا يتوانى عن أداء مهامه الوطنية في الذود عن حياض الوطن، مهما كلف الأمر من تضحيات جسام، وفي سورية مواطنون سوريون، وطنيون، وشرفاء، لا يأبهون بالحصار، ولا بالعقوبات، ولا بسياسة التجويع والتعطيش.. باختصار سورية من نصر إلى نصر، بينما الخونة إلى مزابل التاريخ في صفحات العار، والأيام ستؤكد كلامنا.