اليوم يؤدي الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي اليمين الدستورية أمام البرلمان الإيراني، وتزامن مع تنصيب الرئيس المنتخب قبل يومين، حملة إعلامية غربية مضللة تتهم إيران بحوادث أمنية مفترضة في الخليج العربي، من دون تقديم أي دليل واحد يدعم تلك الروايات الكاذبة، ولهذا دلالة واضحة تشير إلى أن الغرب بصدد فتح مرحلة مواجهة جديدة ضد طهران، يقودها الثالوث الإرهابي ( الصهيوني والأميركي والبريطاني)، ربما لتجريب الحكومة الإيرانية الجديدة، واختبار قدرتها على مواجهة التحديات، لاسيما وأن جولات التفاوض حول العودة للاتفاق النووي، قد تم تجميدها إلى حين تشكيل الحكومة الجديدة في إيران.
من الواضح أن أهداف الزوبعة البريطانية والأميركية والإسرائيلية، هي محاولة تأليب الرأي العام ضد إيران، وتحميلها مسؤولية انعدام الأمن للملاحة البحرية في مياه الخليج ومضيق هرمز، فتلك الحوادث تبين أنها مفتعلة، ولا علاقة لإيران بأي منها، ولكن إثارتها في هذا التوقيت، هو محاولة غربية استباقية لابتزاز طهران قبيل استئناف الجولة السابعة من مفاوضات فيينا، بعدما وصلت الجولة السادسة إلى طريق مسدود بفعل سياسة المراوغة الأميركية، والتماهي الأوروبي مع الشروط الأميركية لجهة رفع العقوبات عن إيران، ما يعني أن ثمة توافقاً أميركياً أوروبياً على الانصياع لرغبة الكيان الصهيوني، في منع خروج إيران من دائرة الاستهداف والضغوط القصوى، بهدف الحد من تأثير دورها المتعاظم كقوة إقليمية ودولية صاعدة.
مسارعة الولايات المتحدة لتبني وجهة النظر الإسرائيلية حول الهجوم المزعوم على سفينة تابعة لكيان الاحتلال، رغم نفي طهران مسؤوليتها، ومسارعة بريطانيا لاختلاق حوادث وهمية لاختطاف عدة سفن بقصد تهييج المجتمع الدولي، يشير إلى ناحية مهمة، وهي أن أميركا وبريطانيا لا يمكنهما التخلي عن ذراعهما الإرهابي الصهيوني في المنطقة، ويتعاملان مع دول هذه المنطقة وفق الرؤية الإسرائيلية فقط، فسبق أن تعرضت المنشآت النووية الإيرانية لهجمات إسرائيلية، وتفاخر حكام العدو باغتيالهم العلماء الإيرانيين، ولكننا لم نسمع أميركا أو بريطانيا، أو أي دولة غربية تدور في الفلك الصهيوني، قد أدانت الاعتداءات الصهيونية، فلماذا هذا التضخيم لأحداث أمنية افتراضية إذاً؟، هل تعتقد أميركا وبريطانيا و”إسرائيل” أن إيران يمكن أن ترهبها مثل هذه الاستفزازات المكشوفة، فليعيدوا النظر بردودها الجوابية على الانتهاك الأميركي والأوروبي للاتفاق النووي، وعلى مجمل الاعتداءات الأميركية الحاصلة ضدها في المنطقة.
الحكومة الإيرانية الجديدة، لا شك بأن أمامها تحديات كبيرة، والمفاوضات حول العودة للاتفاق النووي ومسألة رفع العقوبات على رأس تلك التحديات، ولكن على أميركا وبريطانيا ومن ورائهما الكيان الصهيوني، ألا يتوهمون بإمكانية خضوع هذه الحكومة لأي نوع من الضغط والابتزاز، فالموقف الإيراني تجاه الاتفاق النووي موحد وملزم لأي حكومة،” لا عودة عن خفض الالتزامات قبل أن ترفع أميركا كامل العقوبات أولاً”، فهي من انتهكت الاتفاق، ومسؤولية اتخاذ الخطوة الأولى تقع على عاتقها، وإيران أعلنت أكثر من مرة أنها ليست في عجلة من أمرها، فهل يتعظ الغرب من فشل سياسة الضغوط الأميركية القصوى، ويعيد تصحيح حساباته الخاطئة تجاه إيران؟.
كلمة الموقع -ناصر منذر