بين الحرائق الأميركية والنيران الإسرائيلية، ترتفع ألسنة اللهب ويغدو المشهد أكثر سخونة على كل الجبهات، وكأن المنطقة ومن خلفها العالم يتدحرجان نحو الجحيم بفعل السياسات الصهيوأميركية، فيما يبدو وكأنه سباق بين غضب الطبيعة وبين إجرام الإنسان الذي تمثله وتجسده الولايات المتحدة والغرب الاستعماري الذين يصبون زيت حقدهم وإرهابهم على النار التي يواصلون إضرامها في كل أنحاء المنطقة والعالم.
من خارج الدائرة، تبدو الصورة أوضح، وتبدو معها ملامح التصعيد والتخريب حاضرة على الأجندة الصهيوأميركية، فيما يبدو وكأنه ارتداد طبيعي لانتصارات دمشق وحلفائها في عموم المنطقة، حيث دخلت قوى الإرهاب والطغيان في هستيريا حقيقية، لاسيما بعد انتصارات الدولة السورية المتواصلة حتى اللحظة وعلى كل الجبهات في الشمال والجنوب، وهو الأمر الذي دفع بمنظومة الإرهاب إلى نقل معركتها إلى خارج الحدود، من أجل حرف البوصلة وتشتيت الانتباه عن هزائمها وجرائمها وإخفاقاتها في الميدان السوري كامتداد وجزء لمحاولات الهروب إلى الأمام، ولعل التصعيد الممنهج الذي تقوم به أميركا والغرب والكيان الصهيوني ضد إيران والصين وروسيا هو جزء من سياسة الهروب إلى الأمام التي تقوم بها الولايات المتحدة لجر العالم نحو حروب جديدة، كنوع من الانتقام لفشلها وإخفاقها في إخضاع الدول المناهضة والرافضة لسياساتها ومشاريعها الاستعمارية والاحتلالية.
قد تحمل الأيام القادمة المزيد من المفاجآت الكارثية لمنظومة الإرهاب، وربما تطغى الحرائق الأميركية التي قد تشتعل بعيدان ثقاب إسرائيلية، على حرارة وسخونة الطقس الذي بات انعكاساً للنيران التي يضرمها الكيان الصهيوني في عموم المنطقة، لكن هذا لا يعني بكل الأحوال أن اللهيب الذي سينتج عن ذلك لن يؤدي إلى التهام كل تلك الأطراف وفي مقدمتهم إسرائيل وكل من يحاول أن يدغدغ أوهام قوتها وعنجهيتها وغطرستها، فهي كانت ولا تزال وستبقى بالنسبة لمحور المقاومة أوهن من بيت العنكبوت، وهذا ليس من باب الخيلاء أو الاستعراض أو الاستنتاج، بل بحكم الواقع والتجارب والتاريخ.
نبض الحدث – فؤاد الوادي