الثورة أون لاين – عائدة عم علي:
لم يشهد التاريخ إرهاباً يشبه الإرهاب الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، والذي فاق في وحشيته وفظاعته، جميع الجرائم والمذابح التي جرت في مسار تاريخ الحروب والصراعات القديمة والحديثة، فهذا الإجرام غير المسبوق وصل لحد إحراق شامل للأخضر واليابس في فلسطين المحتلة، وتدمير واسع للمدن والقرى الفلسطينية، ومجازر جماعية دموية بشعة، إضافة إلى ترحيل وتشريد جماعي للشعب الفلسطيني.
وكل ذلك تم سابقاً، ويتم اليوم وسط صمت دولي مطبق تجاه هذا الإرهاب الصهيوني الممنهج، فالمؤسسات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي تطبق سياسة المعايير المزدوجة والنفاق السياسي، و”الفيتو” الأميركي يعطل أي مشروع لإدانة جرائم الاحتلال، الأمر الذي يشجع الكيان الصهيوني على التمادي بجرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
المشروع الصهيوني التوسعي تتسارع خطواته التنفيذية تباعاً اليوم، تمهيداً لتصفية الوجود الفلسطيني التاريخي، وهذا ما يتجلى من خلال التصعيد الممنهج لجرائم الاحتلال، عبر تكريس واقع الاستيطان ورفع وتيرته، وسلسلة الاقتحامات للقرى والمدن وما ينتج عنها من اعتقالات يومية لعشرات الفلسطينيين وزجهم في المعتقلات، حتى أن تلك الجرائم تحولت اليوم إلى مجرد خبر عادي لا يجد طريقه إلى مسامع المجتمع الدولي، الذي يتحمل مسؤولية مباشرة بعدم اتخاذه إجراءات رادعة تلزم الكيان الصهيوني بوقف جرائمه.
وفي ظل الجرائم الصهيونية الممنهجة هدمت السلطات الإسرائيلية، اليوم الخميس قرية العراقيب للمرة 191 على التوالي، هذه القرية التي تعمل سلطات الاحتلال منذ عام 1951 على طرد سكانها، بهدف السيطرة على أراضيهم، عبر عمليات هدم واسعة للبيوت بدعوى البناء دون ترخيص.
وفي سياق متصل هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أيضاً خيمتين في مضارب عائلة كعابنة على طريق “المعرجات” شرق مدينة رام الله، واستولت على معدات زراعية وأدوات يستخدمها المزارعون والبدو.
ومع تواصل العربدة الصهيونية أغلقت سلطات الاحتلال الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، أمام المصلين والوافدين، بحجة الأعياد اليهودية.
واعتبرت مديرية أوقاف الخليل، أن إغلاق الاحتلال للحرم الإبراهيمي، اعتداء صارخ على قدسية الحرم واستفزاز لمشاعر المسلمين، ويأتي في إطار تهويده والسعي للسيطرة عليه بالكامل.
ورداً على جرائم الاحتلال أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية موجات الاستيلاء على الأراضي وهدم المنازل والمنشآت الفلسطينية المتلاحقة، واعتبرتها دليلاً جديداً على أن “إسرائيل” كقوة احتلال ماضية في تنفيذ مشاريعها الاستعمارية التوسعية على حساب أرض دولة فلسطين وعاصمتها الأبدية القدس.
وأكدت الخارجية في بيان لها أن حكومة العدو تتحدى العالم بشكل سافر وتواصل تصعيد عمليات الهدم والتجريف والاستيلاء على الأرض الفلسطينية على نطاق واسع دون رادع قانوني أو عقاب، مشيرة إلى أن “إسرائيل” تشن حملة شرسة لضرب وإعدام الوجود الفلسطيني في جميع المناطق المصنفة (ج) فيما يشبه حرب إبادة حقيقة لمقومات هذا الوجود ومظاهره بما فيها الزراعية والرعوية.
وأوضحت الخارجية في بيان لها أن سبب تحدي “إسرائيل” للعالم هو الدعم الأميركي الذي يبعدها عن المساءلة الدولية، وهو الأمر الذي تستغله حكومة العدو لتكريس وتعميق احتلالها للأرض الفلسطينية والاستيطان فيها وتهجير المواطنين الفلسطينيين منها بالقوة.