الملحق الثقافي:إنعام أسعد:
لوحٌ أوغاريتيّ من الفخَّار، ذُكِرَ فيه أن الإله «أوغار» إلهُ الأرض و الزراعة، إلهُ أوغاريت وكنعان، حدثَ له ما يلي :
كانت الأرضُ قفراً قاحلاً، لا شيءَ ينبتُ على أكتافها
لا شيء يزيّنُ صَدرها
مما ألهم «أوغار «
أن يأذنَ للترابْ
بإحياءِ الخيالِ الذي فيه.
فما كان من أرضِ أوغاريتْ
إلاّ أن أخرجتِ الغابةَ
من أحشائها .
ثم توالتِ الغاباتُ
وتمدَّدتْ
لِتَعُمَّ أرضَ كنعانْ
وجوارها .
١
في الغابةِ يهمسُ الشجرُ
في أذنِ الشجرْ
الأغصانُ في عناقٍ دائمْ
الطيورُ تصدحُ كما تريد
بحرّيةٍ كاملة..
الجنادبُ تُسمَعُ بوضوحٍ
ونقاءْ .
لا بابٌ للغابةِ ولا أسوارْ .
ليس هناك أمامٌ
ولا وراءْ .
الغابةُ لا تحاورُ أحداً
بل تُصغي –
حيثُ يمتطي الصوتُ
صهوةَ سرِّهِ
علناً .
٢
هناك، لا حظّ ولا صُدفة
الحياةُ فقط تتدفقُ
بشفافيةٍ وكمالْ .
في الغابةِ –
الأعراسُ تُقام كلّها
في ساعةٍ واحدة
الوجودُ يضحكُ بصوتٍ عالٍ
ليكونَ سلامٌ في السمواتْ
هناك – لا وهمٌ
ولا فلسفاتْ
حيث ينمو العشبُ
من تلقاءِ ذاتهِ بلا كلماتْ.
كذلك السرخس الزيتيُّ
الصامتْ .
٣
نسيمُ الجبالِ يتخلّلُ الغابةَ
عند الصباحْ
العصافير تغادرُ أعشاشها
بلا كلماتْ
لا أحدٌ يتفاخرُ
لا أحدٌ يطلبُ الرضا –
كلُّ ذلك يحدثُ ببصيرةٍ عارمةْ.
٤
في الغابةِ
لا أحدٌ يبحثُ عن المقدمةْ
لذا الجميعُ يأوي إليها.
لا أحدٌ عديمَ الشأنِ
لا سادةٌ و لا أمراءْ
لا أراملُ، لا يتامى
فقط ضوءُ القمرِ يُطلُّ
كسلامٍ أبدي .
٥
لا أحدٌ يبحثُ عن الفردوسْ
لا أحدٌ
يخافُ من الجحيمْ .
ليست هناك
نوافذُ لأحدْ
لذا الجميعُ يرى السماءَ
على حقيقتها .
التاريخ: الثلاثاء10-8-2021
رقم العدد :1058