الثورة أون لاين – فاتن دعبول:
الهند دولة موحدة وتزدهر بإرادة شعبها، تاريخ حافل بالفن والثقافة والازدهار، تجلى من خلال الشجاعة والروحانية والفن، فقد استطاع الشعب الهندي بوحدته وإرادته وتضحياته التي لا تعد ولا تحصى التحرر من نير الاحتلال البريطاني، وأن يعيد دولته موحدة قوية على أسس الاستقلال والحرية والتي كان عمادها الاعتماد على الذات.
ورغم أن البريطانيين كانوا يحبطون الشعب في الهند بأن دولتهم ستنهار فيما لو تخلى عنهم البريطانيون، لكن إصرارهم على الحرية دفعهم للعمل بجد من أجل تحقيق الازدهار لدولة الهند، واستطاع الحرفيون بتكاتفهم والوقوف إلى جانب بلادهم أن يقفزوا في عالم الصناعة، فكانت تلك التعويذة “صنع في الهند” وهذه الكلمات الثلاث جعلت الهند فخورة حول العالم.
واليوم إذ تكمل الهند العام 75 من الاستقلال تقيم احتفالاً في مقر سفارتها في دمشق، بحضور جمهور من الجالية الهندية في سورية وبعض الشخصيات الهامة وبحضور السفير الجديد الذي أشعل شمعة احتفالاً بيوم الاستقلال والبدء بمهمته كسفير في سورية، ولتوجيه رسالتها إلى العالم بأنها ازدهرت بعد رحيل الاستعمار من بلادهم، وتحقق حلمهم بأن تركوا بصمة على خارطة العالم.
وبين م. س. كانيال سفير الهند في سورية في حديثه عن العلاقات الثنائية الهندية السورية والتي تمتد على مدار التاريخ، تميزت بالتعاون والتعاضد والانسجام، وهو سعيد اليوم بهذا التعاون على أكثر من صعيد، وخصوصاً على مستوى الثقافتين السورية والهندية، وخصوصاً عندما شاهد مدربين سوريين ومتدربات سوريات يؤدين رقصات لليوغا من التراث الهندي والثقافة الهندية، ما يؤكد تقارب الثقافتين في مضمونهما وقيمهما.
كما بين أن الهند هي بلد العلماء والفلاسفة الذين نشروا رسالة الأخوة والمحبة والسلام، كما هي سورية هي بلد السلام وبلد الحضارة العريقة.
وتوقف مناف العقاد عضو مجلس الشعب عند مواقف دولة الهند الصديقة وشعبها الذي وقف مع العرب طيلة 75 عاماً من حياتها، ووقف مع السوريين في أزمتهم، هذا الشعب الهندي الصديق المحب للسلام، والذي يبني بلده بمحبة وسلام وتفان، ويتمثل آراء مهاتما غاندي في الحكمة.
وأضاف: العلاقات متجذرة بين الشعبين والحكومتين “الهند وسورية” كانت وستبقى إلى الأبد علاقات تعاون ومحبة وإخاء.
كما أوضح مازن عيسى رئيس اللجنة العليا لليوغا والطاقة أهمية هذا التبادل الثقافي بين الشعبين، وخصوصاً أن الرياضة هي لغة العالم كما الموسيقا، وقد استحدثت مراكز مجانية على مساحة القطر للتدريب على رياضة اليوغا، لأنها تشكل ثقافة حياة.
ولفت بدوره إلى أن النظافة، النقاء واليوغا هي طقوس وقيم الهند الجديدة، والعالم كله أسرة واحدة، لذلك نحاول نشر هذه الثقافة في سورية وخصوصاً في هذه المرحلة التي يعاني فيها الشعب من تبعات الحرب والحصار، لأنها تمنح النفس الهدوء والسكينة والتفكير السليم.
تضمن الاحتفال معزوفات على آلة البيانو من موسيقا الهند الشهيرة، ورقصات من اليوغا تحكي الثقافة الهندية، كونها تشكل رياضة شهيرة، أدتها فتيات في عمر الزهور برشاقة وإتقان.