الثورة أون لاين – ترجمة ميساء وسوف:
تجري مناورات ZAPAD / INTERACTION-2021 في قاعدة التدريب التكتيكي للأسلحة المشتركة (تشينغتونغشيا) في منطقة نينغشيا- هوي ذاتية الحكم شمال غرب الصين.
هذه هي المرة الأولى التي تدعو فيها الصين الجيش الروسي أو حتى جيش أجنبي للمشاركة في التدريبات الاستراتيجية لجيش التحرير الشعبي الصيني في الصين.
كما أنها المرة الأولى التي يستخدم فيها الجنود الروس أسلحة ومعدات قتالية رئيسية قدمها الجيش الصيني على نطاق واسع، بالإضافة إلى ذلك فهو تمرين مشترك يهدف إلى الحفاظ على الأمن الإقليمي من قبل الدول المجاورة عندما تغير الوضع في جنوب آسيا بشكل كبير.
أولاً، من خلال التنسيق الاستراتيجي الوثيق، يظهر الجيشان الصيني والروسي للعالم افاقا جديدة لشراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، فاستخدام القوات الروسية للأسلحة الصينية وتشكيل مجموعات مشتركة مع قوات جيش التحرير الشعبي في التدريبات هو أعلى مستوى من التعاون العسكري بين الدول باستثناء التحالف العسكري، وهذا دليل كافٍ على قيم التنسيق الاستراتيجي بين الصين وروسيا، فهما ليسا حليفين، لكن علاقاتهما لها وزن أكبر من الحلفاء، كما أن الثقة المتبادلة بينهما عالية بشكل غير مسبوق، وهذا يوضح أن البلدين يتفاهمان تماماُ ويتواصلان مع بعضهما البعض ويثقان في النوايا الاستراتيجية لبعضهما البعض، مما سيمكنهما من بناء شراكة قوية ولا يحتاجان إلى معاهدة تحالف وتشكيل مجموعات من خلال تكوين أعداء مشتركين.
على الرغم من أن التمرين المشترك كان مُرتباً سابقاً، إلا أنه يعكس الجدول الزمني للانسحاب الأمريكي من أفغانستان، فالحرب التي دامت عقدين من الزمن تترك أفغانستان ممزقة في المنطقة الأوراسية، حيث تزامن انسحاب القوات الأمريكية مع شن حركة طالبان هجمات كبيرة واستولت على عدد من عواصم المقاطعات في مناطق رئيسية. إن الوضع الأمني المتدهور في أفغانستان لا يجعل عملية السلام التي يقودها الأفغان أمراً صعباً فحسب، بل يترك أيضاً مجالاً للقوى الإرهابية للتوسع في أفغانستان، وقد تصبح أفغانستان مرة أخرى مركز تطرف يهدد الأمن الإقليمي والعالمي.
لطالما نجحت منطقة شمال القوقاز في روسيا في تخليص نفسها من قوى الإرهاب، كما تعد منطقة شينجيانغ الأويغورية ذاتية الحكم في الصين واحدة من أكثر الأماكن أماناً في العالم.
تأتي هذه الإنجازات نتيجة للجهود المشتركة لإدارات الجيش والشرطة وكذلك الحكومتين المحلية والمركزية في الصين وروسيا، ولن يسمح البلدان لأي قوة خارجية بتعريض أمنهما القومي للخطر، حيث يتعلق أمن واستقرار المناطق الأساسية في المنطقة الأوراسية بالمصالح الاستراتيجية المشتركة للصين وروسيا ويتحملان المسؤولية كقوى كبرى للحفاظ عليها.
يمر الوضع في أفغانستان بمنعطف حرج، وتعتبر المناورات الصينية الروسية المشتركة بمثابة ردع قوي للجماعات الإرهابية الدولية المضطربة وتبرز مسؤولية القوتين العسكريتين الرئيسيتين.
في خضم رياح التغيير في السياسة الدولية، تحاول بعض البلدان إعادة المشهد الدولي إلى حالة الحرب الباردة، بل إنهم يتعارضون مع اتجاه التاريخ من خلال الترويج لحرب باردة جديدة بين العالم الغربي والصين وروسيا لتعزيز وضعهم المهيمن.
ومن أجل مواجهة مثل هذه التيارات الدولية المضادة، فإن تطوير الشراكة الاستراتيجية الشاملة للتنسيق بين الصين وروسيا في عصر جديد يُعتبر أمراً ضرورياً لضمان المسار الصحيح لتطور النمط العالمي.
ستتم مراقبة التدريبات المشتركة بين الصين وروسيا من قبل الدول في جميع المناطق بما في ذلك المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط والمحيط الهادئ وبحر الصين الجنوبي.
وينبغي على البلدان التي تحاول إثارة المواجهة والكراهية من خلال الاستفادة من انتشار وباء كورونا، ينبغي عليهم أن لا يتوهموا أنهم لن يدفعوا ثمناً باهظاً مقابل استفزاز القوتين العسكريتين الرئيسيتين في وقت واحد .
إن قدرة الصين وروسيا وجيشيهما على مواجهة الوباء أفضل بكثير من قدرة “التحالفات” المختلفة، ومن المعروف أن الإصابات واسعة النطاق حدثت بعد التدريبات العسكرية بين دول الناتو، لكنها بالتأكيد لن تحدث في الصين.
ومع استمرار التدريبات تتصاعد أيضاً الأنشطة العسكرية لحلف الناتو في البحر الأسود وأنشطة الدول الأعضاء في المجموعة الرباعية في بحر الصين الجنوبي.
إن إرادة الصين وروسيا كبيرة لتجنب حرب باردة جديدة، فإذا تصورت دول معينة أنها تستطيع بناء ستارة حديدية جديدة من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ عبر المحيط الهندي، فإن صوت المدفعية من نينغشا هو أفضل إجابة لمثل هذه المؤامرات.
المصدر: Global Times