بفوضى عالمية جديدة.. أميركا تهرب إلى الأمام

انكسرت خطط أميركا في منطقتنا العربية، تثلمت مشاريعها الاستعمارية في غير دولة، وانكسرت هيبتها في أخرى، ذهبت جريمتها المسماة “صفقة القرن” إلى أدراج النسيان، وباتت أجنداتها التقسيمية والانفصالية والتفتيتية في سورية في مهب الريح.

وعلى المستوى العالمي ظهرت عاجزة أمام التقدم الاقتصادي الصيني الذي يكاد يسيطر على الساحة “الأوراسية” برمتها ممتداً إلى باقي القارات، مع الفرق بين أهدافه وأهداف واشنطن في السيطرة والنهب والتسلط، وظهرت أميركا عاجزة أيضاً عن وقف الصعود الروسي الصيني الذي يريد إعادة التوازن إلى العالم وطي صفحة الهيمنة الأحادية.

احتارت أميركا بطريقة تدمير مبادرة الصين “الحزام والطريق” التي تهدف إلى التنمية في منطقة واسعة من ثلاث قارات، فلم تجد سوى خلط الأوراق بدءاً من أفغانستان، فانسحبت تحت جنح الظلام، وسلمت المهمة لصنيعتها “طالبان” لتقضي على المشروع انطلاقاً من منع مروره في الأراضي الأفغانية، التي لا بد منها، ولتحقيق أكثر من هدف دفعة واحدة، وضرب أكثر من “عصفور دولي” بحجر واحد.

أولها الاستمرار بالاستثمار بالإرهاب والإسلام السياسي، وإعادة تدوير التنظيمات المتطرفة لتحقيق هذا الهدف، وهو الأمر ذاته الذي فعلته أميركا حين أعادت تدوير “داعش” المتطرف في سورية أكثر من مرة، وجندته لتنفيذ خططها ليس في الأراضي السورية فحسب بل على المستوى الدولي برمته، وما جرى لاحقاً في ليبيا وأذربيجان وغيرهما خير شاهد.

وثانيها بإطلاق مرحلة جديدة من الفوضى الهدامة التي لا تستطيع أميركا أن تتنفس الهواء من دونها، ولا أن تسيطر على العالم وتنهب ثروات شعوبه بدونها، وكل ذلك تحت ستار شعارات حماية حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية ودعم اللاجئين والمنكوبين وغيرها من المزاعم التي يسوقها إعلام الغرب التضليلي.

وثالثهما محاولة الإبقاء على مشهد الأحادية القطبية التي تدر لها الأموال والثروات وتجعلها تتسيد على العالم وتفرض شروطها على دوله وحكوماته وشعوبه ومؤسساته الدولية.

لكن يبدو أن أميركا، وهي تتحضر لهذه المرحلة انطلاقاً من انسحابها من أفغانستان وتجنيد طالبان للقيام بمعظم حلقاتها، لم تدرك أن المناورات الروسية الصينية التي بدأت في مقاطعة “نينغيشا” الصينية منذ أيام، هي مجرد رسالة أولية وإشارة قوية لإدارة بايدن ولكل أقطاب الحكومة العميقة في أميركا، تقول في سطورها الأولى لن تمر فوضاكم الهدامة مهما بلغت مخططاتكم وأجنداتكم من التذاكي، ومهما دعمتموها بأموال النفط، ومهما جندتم لها من قوات وتنظيمات إرهابية، وستكون لوحة العالم الجديدة من صناعة أخرى وبدمغة أخرى.

من نبض الحدث- بقلم مدير التحرير أحمد حمادة

 

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب