الثورة أون لاين – أمل معروف:
طالما رفضت الصين تسييس جائحة كورونا، وانتقدت استثمار الولايات المتحدة هذا الأمر للهجوم عليها، وقد أكد نائب وزير الخارجية الصيني ما تشاوشيوي مؤخراً أن الصين التزمت منذ ظهور جائحة كورونا بمفهوم مجتمع الصحة المشتركة للبشرية، وقامت بتبادل الخبرات والتجارب عن الوقاية والسيطرة على الجائحة أول بأول مع المجتمع الدولي، مشيراً إلى أن الجانب الصيني قدم ما في وسعه من المساعدات لمكافحة الجائحة، وبادر بعملية أكبر من نوعها في العالم من التعاون في مجال اللقاح، ما قدم مساهمات بارزة في سبيل أمن الصحة العامة للعالم.
ولفت ما تشاوشيوي خلال ترؤسه في الثالث عشر من شهر آب الجاري جلسة إحاطة حول تتبع منشأ فيروس كورونا المستجد لرؤساء البعثات الأجنبية المعتمدين في الصين، إلى أن الصين تشارك بنشاط وبموقف علمي في التعاون العالمي حول تتبع المنشأ العلمي، ووجهت دعوة لخبراء منظمة الصحة العالمية لزيارة الصين مرتَيْن لإجراء بحوث حول تتبع المنشأ، موضحاً أنه في آذار الماضي، أصدرت منظمة الصحة العالمية بشكل رسمي تقرير البحث المشترك بين الصين والمنظمة بشأن تتبع المنشأ، حيث قدمت استنتاجات تتميز بأكثر مصداقيةً ومهنيةً وعلميةً، وطرحت توصيات مفصلة حول عمل تتبع المنشأ في المستقبل. إضافة إلى ذلك بادر الخبراء الصينيون بتقديم خطة صينية حول المرحلة الثانية من تتبع المنشأ.
وأكد ما تشاوشيو أن الفيروس لا يعرف الحدود، ولا تميّز الجائحة بين الأعراق، مشيراً إلى أن الصين ودول العالم ضحايا من الجائحة، وتأمل جميع الدول في تحديد منشأ الفيروس في أسرع وقت ممكن ووضع حد لتفشي الجائحة في يوم مبكر.
وأشار ما تشاوشيوي إلى أن الموقف الصيني من مسألة تتبع المنشأ في العالم ثابت وواضح، حيث يعد تتبع منشأ فيروس كورونا المستجد مسألة علمية في المقام الأول، ويجب أن يقوم العلماء دون غيرهم بأبحاث لتحديد المصدر الحيواني للفيروس وطرق انتقاله إلى الإنسان، ولا يحق لأي دولة تجاهل الأرواح وتسييس المسائل العلمية أو تشويه صورة الدول الأخرى ومهاجمتها من أجل مصالحها السياسية الخاصة.
وثانياً، من الضروري احترام وتنفيذ الاستنتاجات والتوصيات التي تم التوصل إليها في تقرير البحث المشترك بين الصين ومنظمة الصحة العالمية، والتي تبناها المجتمع الدولي والأوساط العلمية، من قبل جميع الأطراف بما فيها المنظمة.
ورابعاً، يجب على الأمانة العامة لمنظمة الصحة العالمية أن تقوم بالتشاور الوافي مع الدول الأعضاء حول خطة العمل لتتبع المنشأ في العالم وآليات المتابعة بهذا الخصوص مع الاحترام التام لآراء الدول الأعضاء وفقاً لمطالب قرارات مؤتمر الصحة العالمية.
وأضاف نائب وزير الخارجية الصيني: ما نرفضه هو اتباع النهج السياسي في تتبع المنشأ، والتتبع الذي يخالف قرار مؤتمر الصحة العالمية، والتتبع الذي يتخلى عن تقرير البحث المشترك بين الصين والمنظمة.
من جهته قال سفير روسيا لدى الصين أندريه دينيسوف خلال الإحاطة إن روسيا ترفض تسييس مسألة تتبع المنشأ، وتدعم تتبع المنشأ عن طرق التعاون وبالشفافية وتعددية الأطراف، و يجب على آلية منظمة الصحة العالمية القيام بتتبع المنشأ وفقاً للتفويض من الدول الأعضاء مع الالتزام بالمبادئ التي تحددها الدول الأعضاء عبر التشاور استناداً إلى الأدلة العلمية القائمة.
هذا وقد قدمت الصين أكثر من 800 مليون جرعة من اللقاح إلى أكثر من 100 دولة، وتبرعت بـ 100 مليون دولار إلى برنامج كوفاكس، وستقدم ملياري جرعة من اللقاح إلى العالم خلال هذا العام، وقد قدمت الصين مساهمات مهمة لمكافحة الجائحة في العالم.
يشار إلى أن جلسة الإحاطة عقدت افتراضياً وحضورياً، بمشاركة أكثر من 160 سفيراً وممثلاً للمنظمات الدولية في الصين
