الثورة أون لاين – علاء الدين محمد:
لا الحبر يكفي لأشواقي ولا القلم
أني وفيك بحار الشوق ترتطم.
وكلما رام حبري عدت منهكة
أذوي كجيش بساح الحرب ينهزم.
أبحرت الشاعرة (زوات حمدو) في مجموعتها الشعرية (مقام الياسمين ) في عالم القوافي، فمن لامية المديح إلى نجوى الراء وميم الشوق وفخر القاف الخ..
جاورت وقاربت في بعض قصائدها أساليب شعراء كبار أمثال نزار قباني في وصف عشقها وهيامها بالمدينة الأجمل والأعظم دمشق…
(سيدة المدائن ) تقول:
خذي قلبي فطير الحب يزقو
وقولي للزمان أنا دمشق
خذي عمري.. وهل للعمر وحي..؟
سوى النجوى وأنت بها الأحق
عشقتك والصباح رؤى قصيد
مدى آماله عمق وعتق
اختزلت مشاعر في نفسها تجاه شخصيات وقامات أحبتها، وأغدقت من فيض مشاعرها مديحاً وفخراً لها.. تجلى ذلك في أكثر من قصيدة.. ففي قصيدتها (يد الاحسان ) تمتدح القيمة والنبيلة والخصال الاصيلة في الإنسان العربي، فتقول:
علي من عقيل من خليل
كريم من نبيل من أصيل
ومن لبنان حاضرة الغيارى
ومربى العز من جيل لجيل
كلمات معبرة وتعابير واضحة بصياغة سهلة تنساب الى وجدان القارىء وتدخل فكره ومخيلته دون عناء أو تعقيد.
ففي قصيدتها
(ألف القوافي) تقول:
يامبحراً في الهجر إنك راحل
وجعي بهجرك إن هجرك قاتل
ها أنت مابين الوصال وجفوة
إذ تارة تأتي وحبك شاغل
ديوان شعري مليء بالألوان والحركة والرؤى.. وأفكار من الشعر الموزون إلى الشعر الحديث أبرزت فيه إحساسها وأعطته نفحة من عبق شخصيتها لتضفي عليه بصمتها الخاصة..
تغنت ببلاد عشقتها وكتبت لمدن وأماكن هامت بها وأحبتها كما أدمى قلبها مصابها:
اللاذقية.. والنوارس والأغاني
قديسة السر القديم
نوارة الحب العميم
ومنارة الحب المسور
اختصرت في هذا المجموعة الشعرية حكايات ومشاعر وأحلام ونجوى ما اعتمر في البال والخاطر، ونظمتها في قصائد حملت حبها وشغفها كما همومها وهواجسها نبتت على شكل وريقات وبتلات شكلت كل حالة منها قصيدة تنثر أريجها وعبقها بين رواد شعرها ومحبي الشعر الزاخر ببعد دلالي ولون ووزن وموسيقا.
امتلكت الشاعرة زوات حمدو مخيلة خصبة وموهبة وقادة ولغة مطواعة منحتها القدرة على تشكيل لوحتها وصورها الشعرية بحرية.. وإفراغ رؤاها بألوان ومشاعر تنساب خلسة إلى وجدان القارئ وكيانه.
مقام الياسمين مجموعة شعرية للشاعرة زوات حمدو .