وعود جميلة وتصريحات أجمل تطالعنا بها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك كل يوم، ورغم ذلك لا بد من الاعتراف بأن النيات الحسنة في خدمة المواطن مهمة خلال الفترة الحالية، والأهم منها هو الفعل والعمل.
وعلى اعتبار أي عمل لا بد ان يأخذ مداه قبل تقييمه لابد للوزارة من الاهتمام والأخذ بعين الاعتبار نقطتين اثنتين منبثقتين من صميم الحياة اليومية وتشكلان الأساس في بناء الإصلاح التمويني.
أولاهما آلية إدارة الأفران.. بأم العين طلب مواطن ربطة خبز واحدة من فرن الأكرم ولم تكن بطاقته معه والبائع قادر على خدمته عبر بطاقة الماستر، ولكنه قوبل بالرفض والتهكم، وخلال الاستعطاف دخل الفرن 9 مراهقين حمل كل منهم بالعدد 15 ربطة دون بطاقة ومضى يبيع الربطة الواحدة منها بألف ليرة..
ثانيهما دوريات التموين.. ففي محل حلويات وبوظة شهير في بنايات 14 في الشيخ سعد بالمزة يرفع سعر (بوري) البوظة ذي الكرة الواحدة خلال يوم واحد بمقدار 60% ليصبح 800 ليرة سورية.. بل وبعض مراقبي التموين يأكلون من عنده ويشكرون له جودة المنتج..!!
كلنا شاهد الفيديو الصادم الذي انتشر على الانترنت لمراقب تموين يقبض الرشوى علناً جهاراً، وكلنا يعرف لا مبالاة الأسواق والباعة بدوريات التموين التي نراها في كل سوق، الأمر الذي يجعل من ضبط دوريات التموين ضرورة ملحّة لضمان الضبط الفعلي للأسواق..
صعب هو الحال ولا بد من تخفيفه ما أمكن وهي ليست فائدة لطرف بل لطرفين اثنين، فمن جهة هي مصلحة للمواطن في ضبط الأسواق ووضع حد للجشع والفجور في الربح دون حد، ومن جهة أخرى هي مصلحة لوزارة التموين في خطتها الإصلاحية التي أعلنتها عبر وسائل متعددة، كما هي مصلحة لها في إعادة تعويم صورة هذه الوزارة بين المواطنين الذين لم يعد لديهم ملاحظات عليها بل فقدوا الثقة بها تماماً نتيجة سلوك كوادر الجهازين الأبرز والأكثر ثقلاً لديها: الأفران ورقابة الأسواق.
الكنز -مازن جلال خيربك