قبل أن تقع الكارثة !

تعرضت حركة الطيران المدني فوق الأجواء اللبنانية لخطر كبير نتيجة احتماء طائرات العدو الإسرائيلي في عدوانها الأخير على الأراضي السورية بالطائرات المدنية الهابطة والمحلقة في مطار بيروت وهذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة مع استمرار الصمت الدولي على هذه الخروقات الإسرائيلية وانتهاكها الخطير للاتفاقيات الدولية التي تضمن حركة الطيران المدني.

السؤال هنا لماذا لا يتحرك العالم ومجلس الأمن لإيقاف هذه الاعتداءات الإسرائيلية وتهديدها الخطير على حركة الطيران المدني؟ وذلك قبل أن تقع الكارثة وتتكرر حادثة الطائرة الروسية “إيل-20” التي احتمت بها الطائرات الإسرائيلية في الأجواء الجوية السورية على الساحل السوري في الشهر التاسع عام 2018، إن قيام الدولة اللبنانية بتقديم شكوى عاجلة لمجلس الأمن لوقف انتهاك الطائرات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية وتهديدها الخطير لحركة الطيران المدني يصب في إطار تحميل المجتمع الدولي لهذه المسؤولية ولكن يجب أن تتبعه إجراءات أخرى عسكرية وسياسية ومنها توقف الحكومات اللبنانية عن إبداء العجز تجاه الخروقات الإسرائيلية والبحث عن إجراءات رادعه حيث بات من السهل الحصول على مضادات جوية والتي تقوم العديد من الدول بتصنيعها، من المعلوم أن العربدة الإسرائيلية المستمرة في أجواء المنطقة هي جانب من الحرب الإرهابية التي تقودها الولايات المتحدة ضد سورية والعراق وتندرج أهدافها في إطار الدعم المباشر للتنظيمات الإرهابية وفلولها التي تحاول واشنطن إعادة تكوينها في الصحراء السورية والعراقية، وكذلك الأمر تأتي هذه العربدة في إطار المحاولات الإسرائيلية لإظهار قوتها ودورها البائس وتمتين الجبهة الداخلية التي تتصدع أمام عجز الاحتلال الإسرائيلي عن مواجهة تهديد صواريخ المقاومة الذي يتضاعف يوما بعد آخر.

لا أعتقد أن أحداً ينتظر الأمم المتحدة لتمنع هذا السلوك العدواني لكيان الاحتلال الإسرائيلي فالولايات المتحدة تتكفل بحماية إسرائيل ودعمها لوجستياً وعسكرياً وسياسياً للاستمرار باعتداءاتها بل وتنسق معها هذه العمليات عبر قواتها المنتشرة في المنطقة والجزيرة السورية، وفقاً لبيانات الرصد الروسية اسقطت المضادات الجوية السورية 22 صاروخاً من أصل 24 وجهتها طائرات العدو إلى أهداف في ريفي دمشق وحمص وهذا يعني أن العدوان لم يحقق أهدافه بالمطلق وفقاً لما تروج له الدعاية الصهيونية وخاصة مع سقوط صاروخين على منازل مدنية في منطقة قارة بريف دمشق ما أدى لاستشهاد وإصابة عدد من المدنيين، من المؤكد أن كيان الاحتلال يدرك هذه الحقائق ولكنه لم يعد يمتلك من الأدوات لاظهار غطرسته وطبيعته العدوانية إلا هذا الخيار العسكري الذي سيصبح دون جدوى مع تعزيز القدرات العسكرية الجوية للجيش العربي السوري والتي كانت هدفاً للتنظيمات الإرهابية.

ليس غائباً على أحد استغلال كيان العدو الإسرائيلي انشغال الجيش العربي السوري في حربه المتواصلة على الإرهاب وحالة التشظي العربي والتنافر الدولي في المنطقة، ولكن رغم ذلك تمنع المضادات السورية هذا الكيان من تحقيق أهدافه المعلنة والمخفية وتكبده خسائر فادحة في عملية اسقاطها لصواريخه التي يبلغ قيمة الواحد منها ما بين مليون إلى 6 ملايين دولار. لن تتوقف إسرائيل عن القيام بمثل هذه الاعتداءات على الأراضي السورية والعراقية وفي مناطق أخرى إلا بحالة الردع أو بقرار القوى الكبرى وهذا مستبعد في الوقت الحالي لأسباب عديدة، وهي تمعن باعتداءاتها على سورية لجرها إلى معركة تبعدها عن مواصلة حربها على الإرهاب الذي تدعمه وهو ما يدركه الجيش العربي السوري الذي يدير المعركة من كافة الجوانب وفقاً لتقديراته واستراتيجيته وقناعته بأن القضاء على الإرهاب هو نصر كبير على إسرائيل ومن يدعمها.

 

إضاءات- احمد ضوا

 

آخر الأخبار
شراكة وطنية ودولية غير مسبوقة لكشف مصير المفقودين في سوريا لا أحد فوق القانون حين يتكلم الشرطي باسم الدولة    "المنطقة الصحية" في منبج تدعو لتنظيم العمل الصيدلاني وتوحيد التراخيص  "صحة درعا" تحدث ثلاث نقاط إسعاف على الأتوتستراد الدولي افتتاح مشاريع خدمية عدة في بلدة كحيل بدرعا قلوب صغيرة تنبض بالأمل في مستشفى دمر 11 ألف شركة في 9 أشهر.. هل تُنعش الاقتصاد أو تُغرق السوق بالاستيراد؟ سوريا في COP30.. لمواجهة التحديات البيئية بعد سنوات من الحرب "سمرقند" تجمع سوريا وقطر على رؤية مشتركة للنهوض بالتعليم الكهرباء تتحرك ميدانياً.. استبدال محولات وتركيب كابلات في مناطق بريف دمشق حق التعلم للجميع..مشروع رقمي يضع المناهج بمتناول كل طالب حلب تطلق النظام المروري الذكي.. خطوة نوعية لتسهيل حياة المواطنين دول تتحول الى مقابر للسيارات التقليدية  "آيباك" تقود التيارات الرافضة لإلغاء العقوبات الأميركية على سوريا أزمة صحية خانقة تواجه سكان قرى حماة.. وطريق العلاج طويل زراعة الفطر.. مشروع واعد يطمح للتوسع والتصدير هوية تنموية لسوريا الجديدة  اهتمام دولي بزيارة الشرع لواشنطن ودمشق تستثمر الانفتاح الكبير لإدارة ترامب هل تستعيد الولايات المتحدة العجلة من "إسرائيل" المدمرة مؤتمر"COP30 " فرصة للانتقال من التفاوض والوعود إلى التنفيذ